الخميس، ٣٠ أغسطس ٢٠٠٧

أرضية مترو الأنفاق


كنت قد اتخذت من محراب العناد سكناً ،ولكنني لم أتلق نصيحه من قبل من ملاك يلتحف بالنور،كنت قد انتويت بعد فراقنا أن أذهب لمقابلة بعض الأصدقاء ولكن شبكية عينى أبت أن تعكس إلا صورتك..فرحلت..رجوت أناملي أن تلامس يد الصديق الممدودة فرفضت أن تُمحي من عليها آثارك النورانية..فتركته غارقا في دهشته..سيدتى..أمخلوقة أنتِ مثلنا من طين؟؟ أشك في ذلك شكاً يقف متربصاً علي مشارف اليقين،واذا تحدانى كل علماء الوراثة والبيولوجيا سأضحك في النهاية منتصراً لعلمى أن طينك قد عُجن من ذرات فتات المشاعر مختلطة بدموع عذراء طاهرة بحثت عن الحب حتي كلت ولفظت آخر أنفاسها بين ذراعي حبيبها المرجو في لقاؤهما الأول..سيدتى ..أعلم أن دمعاتك بدأت في الترقرق في زوايه عينيكِ البنيتين الجميلتين ..وأن الاحمرار بدأ في غزوه للمساحات البيضاء المحاطه بالرموش الحارسه القابعه تحت الحاجبين الرقيقين في دعة وخشوع ..مساحتين فقط في الكون الواسع سمحت لهما من قبل بملامسه دموعي ..ياقة قميصى الأبيض وقماش مخدتى يوم نمت عليها بلا غطاء..ولكن اليوم مكان ثالث نال هذا الشرف..أرضية مترو الأنفاق.. لم أعلم لمَ اشتدت أمواج بحر بكائي دون أن ترتعش ملامحي؟؟ لم أستطع ايقافها..ألهذا الحد آالمنى فراقك..كم تمنيت أن أحتضنك مودعاً كما فعلت صديقتنا المشتركة ..كم تمنيت أن أضمك بشدة -عندما رأيت انهمار دموعك-حتى تنصهري بين ضلوعي فتذوبي في ثنايا قلبي وتبكى بداخله كيفما تشائين..تغسليه بدموعك..ويهديء روعك بدفئه اللامتناهي ... يالكِ من فتاة طائشه... يالكِ من أم رائعة ... يالكِ من صديقة حميمه وجميلة ومدهشه ..ألكِ كل هذه القوة وهذه الرقة في آن واحد؟؟ كيف تركتى في نفسي ذلك التأثير الرائع ؟؟ الآن كفي عن البكاء وامسحى دمعاتك الغاليه بأناملك الساحرة واعلمى تمام العلم أن روحينا لم تلتقيا اليوم ولكنهما التقتيا من قديم الأزل وستظلا في عناق الى الأبد ..أحببتك ..و أحبك ..وسأحبك حباً لم أهديه لأحد من قبل ..حباً لا يفهمه شعراء الرومانسيه ولا يفهمه أعتي المحبين ولا أحن الأمهات وأعظم الآباء ..احتللتى في قلبي مكاناً لن أسمح لغيرك بغزوه ..وسأحارب في أرضى التى احتللتينها ضد جيوشي ..أحببتك يا صديقتى لدرجة أن أوحشتينى بعد أن تركتك بأقل من نصف ساعة ..فانهمرت دموعي سائلة..علي أرضية...مترو الأنفاق

الأربعاء، ٢٩ أغسطس ٢٠٠٧

حذاء 44


ضمير الغائب

الغائب الحاضر

الحاضر الماضي

الماضي في الطريق

الطريق الحريق

الحريق قلبي

قلبي حذاء

حذاء 44

44 ضعف عمرى

عمرى مجرد مقدمة لقبري

قبري إستراحه

إستراحه بين بلدين

بلدين وطن الغريب

الغريب الحاضر

الحاضر الغائب

الغائب ضمير

الأحد، ٢٦ أغسطس ٢٠٠٧

الفراغ


هيا أيها الخيال الفقير أسعفنى بأي فكرة..قالها وهو يطفيء السيجارة الأخيرة ويُكرمش العلبة الكارتونية ثم ينزع ذلك الغلاف الشفاف من على علبة أخري ليفتحها ويشعل منها أول سيجارة ...يده اليسري كانت تحك مقدمة جبهته في قسوة وكأنها تريد إشعال شرارة الفكر أو توليد طاقة أول كلمة فأول سطر..يده اليمنى كانت مُشتركه مع شفتيه في سحق مؤخرة السيجارة في تشفي واضح ...ثلاثة شهور لم تواته فكرة جيده أو سيئه حتى..يريد أن يكتب..يريد أن يملأ جوف تلك الحية الأسطورية قبل أن تبتلعه..الفراغ..لا يكتب لأنه كاتب أو معلم أو صحفي أو أديب..ليست له أى علاقة بالكتابة..لكنها عزاؤه الوحيد في الحياه..بديله عن الانتحار.. فجأه..ارتعشت سلسلة ظهره..مما جعله يترك السيجارة من يده لتسقط علي الورقة مما جعله يُكرمش الاثنين معاً ويقذفهم قذفة ثلاثية بارعة -دون أن ينظر-في سلة المهملات.. ياالله...ها هى الفكرة أخيراً..يالغبائى الشديد الفكرة أمامى وأنا أسرح وأغوص وأسافر في بيادي عقلي الفقير ..أنا..نعم أنا هو الفكرة سأكتب عن كاتب لا يجد فكرة ليكتب عنها وعن صراعه مع خياله الفقير جاءته تلك الفكرة كالمولد الكهربائي الذي استحثه وحوله من طاقه السكون لأعلى صور طاقة الحركة..فتبدلت وظائف يديه وأمسكت اليمنى بالقلم بديلاً عن السيجارة وأضحت اليسري مبسماً للسيجارة بدلاً من اليمنى وتعرضت مقدمة جبهته للهواء يعد نجاحها في توليد الشرارة وبدأ الكتابه..فكتب..هيا أيها الخيال الفقير أسعفنى بأى فكرة...قالها وهو يطفيء السيجارة الأخيرة ويكرمش العلبة الكارتونية ثم..ثم ماذا؟؟...أنتم تعرفون الباقي ..

الجمعة، ٢٤ أغسطس ٢٠٠٧

حبس انفرادي


الفقر

واقفلي بره الباب

بواب

والكسل والفشل

سنامين جمل

علي ضهر كلب

نحيل هزيل

سارح في وردية ليل

والاحترام لجام

والطيبة بردعة

والضمير مسمار

وانا

في قلب التجارب فار

والدنيا صحرا واسعه

وياريتك ياربى

خلقتنى صبّار

الأربعاء، ٢٢ أغسطس ٢٠٠٧

احتراق


عندما لسعت المكواة إصبعها وهى تقوم بكي بلوزتها استعداداً للرحيل كان هو منشغلا بالريموت كونترول ولكن تأوهها و وضع اصبعها بين شفتيها الورديتين فجر بداخله احساسا غريزياً بأن يقوم ويحتضنها من الخلف ..ففعل..ظنته سيمر من ورائها ..ولكن القشعريرة التي أصابت جسدها عندما بدأت رحلة كفيه علي جانبيها أمتعتها..امتلكها بين ذراعيه النحيلتين فاستجابت ..تنهيداتها فجرت قبلاته علي الوسادة الجهنمية بين رقبتها وكتفها بينما استمرت زراعاه تعتصران خمرها..همست بجانب أذنه:أكرهك..ابتسم ابتسامه خفيفه :الكاذب يذهب للنار.. قالت وهى تأبي أن تفتح عينيها لألا تفيق :أوتصدق أن ناراً أقوى من نار حبي لك ..خفف ضغط ذراعيه من عليها فاستدارت.. وارتمت في حضنه ..أوثقت ذراعيها حوله بشده وكأنها علي وشك فقده فأدلي بصوت مبحوح في الفراغ بين فمه وأذنها :اذا كنتِ لازلتِ تعتقدين أن الدين أفيون الشعوب فأنا لست شعباً ..أنا الكون الأصغر ..وأنتِ أفيونى ..ولم يطل بهما الحال لإضطراره لإرتداء ملابسه مسرعاً ليخرج ليشتري لها بلوزة عوضاً عن التى صنعت بها المكواة فتحة تماثل شكلها..كى لا تتأخر.

الثلاثاء، ٢١ أغسطس ٢٠٠٧

بين الهستريا واليقين


أري شبيهاتك حولي في كل مكان..في اليقظة والمنام..في المنام تكون مثيلاتك وتؤماتك المتماثلات وغير المتماثلات ،أما في اليقظة فتتناثر ملامحك وتتوزع علي بنات حواء وكأنك الأصل وهن النسخ المكررة المعيوبة..فأنفك الجميل أو ثغرك الساحر أو حتي عيناك النورايتان محفورة بذاكرتي كنقش فرعونى طلسمى عتيق ،وأكاد لا أفصل بين الواقع والتخيل،بين الهستريا واليقين..هل ما أراه في وجوه وأجساد الاناث هو فيهن فعلاً ؟؟ أم هو انعكاس طغيان وجودك علي روحي ..روحي التي ضاقت بجسدى عندما نحل عليها وضاقت مساحته من جراء السهر والاشتياق المضني ..ماأشد ابتذال الحروف والأفكار والمعاني أمام نظرة منكِ تبث العذاب السرمدى في أوصالي ..يبدو أن الله قد خلقنى لأتعذب..وخلقكِ لتكونى سوطه..في ذلك.

السبت، ١٨ أغسطس ٢٠٠٧

دراما


داخلى..

لا يهم ليلاً كان أم نهار

شاب ينظر إلي الكاميرا بانبهار

إظلام

إضاءة

شاب ظهره للكاميرا

و وجهه للبرية

يمارس عادته السرية

إظلام

إضاءة

منظر جانبي لشاب

ذو بشرة بهقاء

نبتت على صحراء وجهه شعيرات

مثلما نبتت على الصدر الأثداء

إظلام

إضاءة

طفل

ترضعه بحنان أمومي

إظلام

إضاءة

تمارس معه الجنس الفموي

إظلام

إضاءة

جثة

يدفنها بعطف أبوي

إظلام

إضاءة

وجهه يظهر بين ظلام حالك

يقول هامساً:

كنت أظن السُم

أكثر مرارة من ذلك

إظلام

و لا إضاءة.

الخميس، ١٦ أغسطس ٢٠٠٧

حال


منذ فترة طويلة لم أكتب قصة قصيرة..لا أعرف لماذا..لكن يبدو أن النبع الملعون ثابت-على الاقل عندى-وأغرف منه بالطريقة التى أريدها إما أخرج مما فيه بدلاء الشعرأو أمرر مخزونه عبر مواسير المقال أو حتى عن طريق صنبور الرواية،الأفكار موجودة وغزيرة وقد تكون غزارتها هى السبب في جعل يدي عاجزتان عن تشكيل صلصالها في قالب القصة ولكنه سبب غير مقبول ففي الفترة الماضيه كتبت عشرات القصائد وعدة مقالات ونواة لروايتى الأولى..إذن ما السبب؟؟ ..لا اعلم..أتصور أن القصة القصيرة الجيدة هى أصعب فنون الكتابة علي الإطلاق،سأحاول أن أصفي ذهنى وأختار فكرة لأكتب عنها....سأكتب عن هذا الرجل العجوز بجلبابه البنى محترق الأطراف وعمامته البيضاء الناصعة و"شبشبه"الذى ذاب من كثرة الاستخدام،هذا الرجل الذي يحمل جوالا قد يعادل وزنه أو يزيد ويجعل أحد كتفيه مستجيباً للجاذبية الأرضية أكثر من الكتف الآخر،يقبض بيده على رزمتين من ورق "الفلوسكاب" ويعرض بضاعته على المارة والبقالات والمكتبات فلا يشتري منه أحد،يحمل وجهه تناقضاً غريباً من ابتسامة بلا معنى وتقطيبة أزلية للحاجبين علي خلفية من وجه أسمر تأثير الشمس عليه أقوى من تأثير الجينات..لا..لن أكتب عن هذا الرجل..سأكتب عن ذلك الشاب الذى يقود دراجته البخاريه برعونة مرتدياً نظارة شمسية رخيصة و"شورت جينز" أسود يُظهر ركبتيه..لمح الشاب فتاه حجابها يكشف أكثر مما يستر تسير أمامه..إقترب منها بدراجته ودون أن يبطيء أو أن تلتفت إليه مال بنصف جسده الأعلي من خلفها حتى كاد أن يلامس رأسها ثم فتح بوق فمه علي اتساعه في أذنها"إوعى يغُرك جسمك" كادت أن تقع من فرط الصدمة ولكن ضحكته هى التى وقعت على أذنى كفحيح ثعبان جبلي..لا..لن أكتب عن هذا الشاب سأكتب عما رأيته صباح اليوم وأنا سائر على الكوبرى أندب حظى كعادتى في جو لا تقل حرارته ان لم تكن تزيد عن جهنم بحال من الاحوال..رأيت طفلا نائماً..لم يتجاوز العاشرة من العمر..يتوسد الرصيف ويرتدى ما هو أقرب للقاذورات من الملابس ويلتحف بالشمس الحارقة وينام..ينام فعلا..و يشخر..وقد يكون أيضاً..يحلم.

الأربعاء، ١٥ أغسطس ٢٠٠٧

وداع قبل الرحيل


إذا فارقتكم مبكراً

كما أتوقع

رجاءاً

أنشروا كل ما كتبت

بعثروه في كل العالم

وزعوه مجاناً

ليعلم الكل

كم كانوا قساة وأغبياء

رجاءاً

اهتموا بأخي وأختي

أغرقوهما بالمال والحنان

رجاءاً

اعتذروا لكل حبيباتي

قولوا لهن:

أحبكن جداً

واحتاجكن جداً

ولكن

المسامح كريم

رجاء أخير

أعلم أني أثقلت عليكم

لكن اسمحوا لى

أن أكون طماعاً

فقط بعد وفاتى

ادفنونى

بحضن امرأة

طازجة الرحيل

أى امرأة

ليس شرطاً جمال الوجه أو الجسد

فلكل امرأة

جمالها.

الأحد، ١٢ أغسطس ٢٠٠٧

احتفال


دخلت عليها

وأنا لابس يوميها

الجاكت الجلد الاسود

مسحت ايديها

من علي خدى

نقطة المطرة الوحيدة

و عيطت

و صوتت

و اترمت

علي رجلي تشكرني

لأنى عرفتها

و وصلتها

لكنز لذة منسي

مسحت دموعها

نهت انهيارها

شغلت أغنية

وعطست

واتحزمت

ورقصت

بتحتفل قبل انتحارها

قررت أمشي

وسن الموس

تحت كفها

كان بيدوس

أو بيبوس

وفي الشارع

ومع أول نقطة مطرة

رجعت أجري

مش لاحساسي بفنائها

لأ

لنسيانى

الجاكت الجلد الاسود

الثلاثاء، ٧ أغسطس ٢٠٠٧

أنثى أخري ....ضائعة


لم أتوقف كثيراًعند وصفه

لنعومة ملمس جلدها

وأنه من النوع البيرفكت

ولكن ضحكاتها رداً على كلماته

كانت تنزل على عنقي

كحدود الأمواس

أدخل فمه في أذنى:

بتكتب؟؟

فغيرت الموضوع قاصداً

مازالت تضحك

هل المفروض أن أفرح لفرحها؟

هل المفروض أن أفرح عندما ألمح

شبح ابتسامة علي زاوية فمها

عندما لمس يدها متزرعاً بمساعدتها في عبور الطريق؟

هل المفروض أن يبتهج قلبي ويرقص

عندما أراه يخرجها من عزلتها الاختيارية؟

كل ما سأفعله

أنني سأفتعل الضيق وأرحل

قبل أن أتابع بدقة

مراسم حصوله علي الدور

الذي قمت به معها ببراعة

في أحلام اليقظه!!!

الأربعاء، ١ أغسطس ٢٠٠٧

اهتراءات مراهق


سأكتب دون تحضير مسبق

ليس في رأسي فكرة معينة

كل ما أعلمه أنني لم أنم منذ فترة طويلة

كل ما أعلمه أنني لا أشعر بأى أمان

لى صديق مغربي في طريق سفره لأسبانيا

سرقت حقيبته وهى تحوى كل ماله واوراقه الهامة

والكمبيوتر النقال والنسخة الوحيدة لروايته الجديدة

وكل ملابسه وكل أشياءه الضرورية والغير ضرورية

عندما تخيلت نفسي مكانه

أفزعنى الخاطر

و حمدت الله

لكننى لم أكن سعيداً

كنت حزيناً لصديقي

وكان حزيناً

بعد الحادثة بأيام تكلمنا

كان كأسعد أهل الأرض

بل كان أسعدهم على الاطلاق

توقعت انه وجد حقيبته المسروقه

فحكى لى حكاية غريبة

كان في مقهى أسبانى

ثم لمح شخصا يشبهه بشدة

يجلس بالقرب من البار

ولكن هذا الشخص كان أجمل بكثير

وكان قوي البنية

كلما نظر اليه صديقي نظر الشخص وكأنه لاحظ هو ايضاً التشابه

فرغ صديقي من مشروبه وعزم على محادثة شبيهه

قام الاثنان في نفس اللحظه

اكتشف صديقي

أنها مرآه بجوار الساقي

فتأمل في كل ما حوله

وتأمل في تفكيره في الشخص المزعوم

نسي صديقي كربه وكان سعيداً

لم أفرح

لماذا نضحك في مواسم البكاء؟؟

لماذا نوهم أنفسنا بالسعادة؟؟

ألكى نكمل الطريق؟؟

ولماذا نكمل من الأساس؟؟

قالت ميرال الطحاوى في روايتها "الباذنجانة الزرقاء

ليس جرماً أن تضل الطريق في غابة مظلمة

أحتاج الآن الى حضن قوى ودافيء

من حبيبة يسع حضنها العالم

ولكنها اختارتنى

احتاج الآن

أن أصلي صلاة لم يصلها أحد من قبل

أحتاج

أن أحبس الله في قلبي

أو حتى

أن أغفو في قلب الله