حاجة
قريباً ..وقريباً جداً ستنتهى الحاجه إليك...ثم ماذا؟؟
عندما يُنهى الموظف-العامل في ثلاثة مهن مختلفة-وطره من زوجته بعد عودته منهكاً ومعفراً وسابحاً في بحور العرق ..يعطيها ظهره لينام..لا يسبق مهمته بملاطفه ولا ينهيها بكلمه وكأن حاجته اليها -في هذا اليوم على الأقل-قد انتهت
عشرون طفلة ...على رأس كل منها تاج ..ترتدى كل منهن فستان ناصع البياض ..قد يكون تاجها-أو فلترها-أبيض اللون أو أصفره ...تقبعن في تلك العلبة الكارتونية في انتظاره-بمنتهي الاستسلام-ليغتصبهن واحدة تلو الأخرى ولا يعيد الكره مع أى منهن لأن حاجته اليها قد انتهت ...بعد معاشرته للأخيرة يرميها باستهانه ويدهسها بقدمه بتشفي على الدرجه الأخيره من السلم قبل شقته...شقة الموظف العامل في ثلاثة مهن مختلفة
قريباً ..وقريباً جداً ستنتهى الحاجه إليك...ثم ماذا؟؟
تك الفتاة ..التى سألتنى منذ أقل من دقيقه عن عنوان ما..فأشرت إليها دون كلام ..تلك الفتاة ..التى غطى نور فجر وجهها على ظلام سواد ملابسها ..لم تهتم بشكرى أو حتى بإطالة النظر إليّ حتى أحفر صورة عينيها في ذاكرتى ..وأستدعيها كلما أردت تكرار اللذة
جناح الملاك الأبيض ..المادة الخام لصنع النعومة ..زهد السماء والأرض ..واختار البقاء بين فخذيها ..ستتخلص منه بعد عودتها من المكان الموصوف في العنوان الذى دللتها عليه دون كلام..وستتخلص أيضاً من أصدقاؤه بعد إنتهاء دورتها الشهرية
قريباً..وقريباً جدا ستنتهى الحاجه إليك..ثم ماذا؟؟
لماذا لا يتصل بي؟؟...حتى عندما أتصل به ..لا يرد؟؟..تسائَلت وهى تستخدم اصبع الروج للمرة الأخيرة ..نفذ..ماذا ستفعل به غير القاؤه في سلة مهملاتها الوردية الأنيقة ..استخدمته كثيراً لتلوين شفتيها المكتنزتين لتظهرا أكثر جاذبية وأكثر قدرة على إشباع الظامئين..شفتاها اللتان طالما نهل من عسلهما المصفي كطفل حديث الفطام ..بهما كان يشعر أنه -حق-رجل ويستعيد ثقته دائمة الغياب ..لم تكن تعرف انه في نفس تلك اللحظه كان يستعد للذهاب مع أبيه ليخطب له من اختارها له ولم يرفض..أما هى فلقد نسيها تقريباً ..لم يكن يحبها..كان يحتاجها فقط..ومخزون احتياجه لها نفذ..ماذا سيفعل بها غير القاؤها في سلة مهملات ذاكرته الرمادية القبيحة
قريباً.. وقريباً جداً ستنتهى الحاجه إليك..ثم ماذا؟؟
عدسات نظارتك-المقاس القديم-..ملابسك الداخلية القديمة ..مفتاح الشقة بعد تغيير الكالون.. القلم بعد نفاذ حبره.. تذكرة السينما بعد خروجك من ذلك الفيلم الرديء .. عود الكبريت بعد إشعاله.. الجريدة القومية بعد تصفحها والندم على دفع كل قرش فيها .. المنديل الورقي بعد استخدامه بأى صورة ..حتى هذه القصة بهد انتهاؤك منها .. ألم تفكر فى أنك أنت
قريباً .. وقريباً جدًا ستنتهى الحاجه إليك..ثم ماذا؟؟