تداعيات نهار جمعوى رتيب
انقذ جواهرك..هكذا قالت قبل أن يوقظني أبي مباشرة..فحاولت مغالبة اليقظة لأعرف إكمال جملتها ..ففشلت..دسست كفي أعلي قفاي هارشاً ..انبعثت رائحة ذكية..شممت يدي..يالله..رائحة جميلة فعلاً..يبدو أني كنت أضاجع أنثي شديدة النعومة في منامى..فهكذا توحى الرائحة..ويبدو أنها اندست بداخلي كهرة وتمسحت طويلاً بجلدي المشعر حتي أكسبته رائحتها..أكبر عيوبي أني لا أتذكر أحلامى نهائياً ..أنساها تماماً ويبقي لى من أثرها ما يملؤنى حسرة على ذلك النسيان..أتكون تلك الأحلام هي الجواهر التي قصدتها عندما قالت:انقذ جواهرك..لست متأكداً
الدنيا تعطيك ما هو لك..وليس ما عندها..هكذا قال قبل أن يصنفنى كأحد السحرة والمشعوذين ..وقبل أن ينفرط عقد مسبحته ، فنويت أن أنتف شعرة واحدة من ذقنه من جذورها لأمارس عليها سحري الأسود فتنبت لى لحية مثل التي يملكها تماماً..فتعشقنى من تعشقه..وأجتازه ممتطياً جواد فرق السن ممتشقاً حسام الشهوة الجامحة غير متنازل عن جعبة رماح الكراهية والطغيان..ونقف أمامها متحاذيان..نساوى الصف ونسد الفُرج..فتختار ثالثنا وتمضى وذيلها يهش الذباب الذي يلتقط قطرات العسل المنهدلة من طرف ضفيرتها..فنتواجه حينها..أضحك له بلا أسنان..فيحيينى تحية يابانية..ويحرم كل منا الآخر من متعة قتله ..فننتحر.. في اللحظة ذاتها
شمس جمعة نوفمبرية ..وشيخ ينعق ويهذي ويسلط خرافاته على رؤوس نائمة ..ستصحو حتماً عندما تبدأ مباريات الفصال عند شراء الخضروات والفاكهة بعد انتهاء الصلاة الاسبوعية..تلك المؤداه رغبة في مسح ذنوب قائمة كجبال صلدة تُغذيَ كل ساعة برواسب جيرية قذرة..جلود سميكة..وصلعات بلاستيكية..وقلوب أدمنت صمت الاحساس.. و أرجل تمشي بقوى الدفع الذاتى وأعين جاحظة..تعري..وتعري ..وتعري
غارق ولا أعرف-ولا أحب أن أعرف-السباحة في بركة نجسة من علم لا ينتفع به..أهرب منه الى داخلى..أتشرنق داخل ذاتى..أقلب عينى للداخل..أسمع ما أريد سماعه فقط..وألغي خاصية الكلام..أجري لاهثاً ..أتعثر..أقوم..أكمل.. ليس لي طريق محدد ..متاهة مستمرة دائمة..أمر بنفس النقاط عدة مرات..لا أتعلم..كلما تتزايد سرعتى تتعاظم طاقاتى التى لا أعرف كيف استنفذها؟؟ أكاد أضيء..أشتعل..أنفجر..أمارس مجهودات مضاعفة كى أبطيء من سرعتى .. أستنفر قوتى لأقصاها ..أضغط على أعصابي بقسوة حتى تحتقن..لأتوقف..أتناول كوبين ونصف الكوب من هواء ملوث بنتف شديدة الصغر من ريش خفاش أرمل..تستبد بي رغبة في اخصاء كل الآباء..كل الرؤساء..وذكور القطط ..أبدأ في التحرك لا إرادياً ..عقلي يرفض..تنفصل رأسي ..ينطلق جسدى بدونها كمتسابق ماراثونى اقترب من كسر رقمه القياسي..انتشلنى هذا الانفصال البشع..فانفتحت عيناى على دنيا السأم ..وسمعت أذناى إصرار أبي على ايقاظى..وكانت جملة "انقذ جواهرك"هي آخر ما سمعت..قبل أن يفعل