الثلاثاء، ٢٠ مايو ٢٠٠٨

زمن



ذهاب:



لكل منّا صومعته .. ولكن صومعتي فقدت الكثير من قداستها بعدما قلّت قراءاتي وكتاباتي بشكل واضح .. ولكني لازلت نادراً ما أبرحها .. جالساً في أحد أركانها كنت .. أزيل طبقات التراب التي اتخذت لذواتها مساكناً مؤقتة علي أسطح الكتب المُكومة .. وبينما أنا مقرفصاً وحاجباي ملتحمان بقوة لأنهما لا يجدا لمسة حانية تفرقهما إذ أحسست بتلك اللسعة الساخنة في سمّانة ساقي اليُسرى .. استدرت متألماً .. وقبل أن أحدد –وبدقة- ملامح وألوان ذلك الثعبان الذي فعل فعلته اندمجت في دوامة غريبة من اختلاط الأحلام بالهلاوس بالواقع .. ويبدو أني كنت متوقفاً –وبحذر- علي بوابة من بوابات الموت السبعة.



تحليق:


أطير فوق صفحة زرقاء لمحيط.. نعم .. أنا أطير .. بلا أجنحة .. يالها من متعة .. جسدي كما هو .. كل ما هنالك أني كنت مُحلقاً فوق الجميع .. أُشغل جميع ماكيناتي بعقلي .. بمجرد التمني .. فكرت في الانعطاف يميناً .. فحدث .. أن أهبط قليلاً .. فهبطت .. واخترت بعض البلدان التي كنت أحلم بزيارتها .. فنزلت إليها .. لاحظت أن أحداً لا يراني .. أفعل ما أشاء دون أن يلحظ أحد .. أشاهد وأراقب وأستمع .. أسرق ما أشاء من الطعام والشراب والكنوز .. أدخل المنازل وأجلس أمام الأزواج المتضاجعين أتلذذ بمشاهدتهم ولا يراني أحد .. وبينما أنا طائر من بلدة لأخرى ..أصابني ملل شديد .. سأم .. وحدة قاتلة .. يأس من كل شيء .. اختناق كاد يُفقدني توازني ويودي بحياتي .. استعدت توازني .. وهبطت علي قمة جبل .. لم يطل بي التفكير حتي أوقن .. أنني حتي لو استطعت الطيران .. فلن أسعد .. مادمت وحيداً ..!!


عجز:


روحي محشورة في جسد طفل رضيع .. حركتي محدودة .. أعضائي صغيرة .. لم أتعلم الكلام أو المشي بعد .. أجلس علي فراش واسع وثير وأمامي إمرأة تعطيني ظهرها وتجلس أمام مرآه تنظر إليها بلا انقطاع .. جسدها يحجب عني وجهها الظاهر –بالطبع-في المرآة .. فلا أرى إلا شعرها الناعم الطويل ويديها اللتين تنتقلان من تصفيفه إلي اللهو المُتقن بأدوات الزينة .. أريد أن أقوم .. أن أجري .. أن أنام .. أن أعود لحياتي .. فلا تتحرك إلا عيناي الواسعتان .. اشتقت كثيراً لحبيبتي كل خلية بجسدي تناديها .. أشتاق للمسها .. للإحساس بأنفاسها الساخنة تلفح وجهي .. كيف سأقابلها بهذا الجسد الصغير ..؟؟ أريد أن أخرج حالاً .. فأبكي .. لا أعرف سلاحاً غير البكاء .. فأبكي و أبكي و أبكي .. المرأة أمامي لا تنتبه إليّ وكأنها صمّاء .. يتعاقب الليل والنهار وتمر الأيام ..و أنا أبكي .. يغلبني النعاس أحياناً ..فأغفو .. لأصحو ودمعاتي الساخنة قد جفّت علي وجنتيّ الورديتين اللدنتين .. فأعاود البكاء .. صدري يؤلمني من قسوة النشيج ورأسي تكاد تنفجر من الصداع .. وفجأة .. تستدير المرأة لتنظر إليّ .. وللمرة الأولي أري وجهها .. فأتوقف عن البكاء تدريجياً بقليل من "النهنهة" حتي أتوقف نهائياً .. تتسع ابتسامتي البريئة حتي تصل لكل شخص في مكانه –حتي النائمين- فيبتسم العالم بأسره .. تعاود المرأة استدارتها لتواصل ما كانت تفعله .. فأعاود البكاء..



مرور:



جسدي هذه المرة مفتول العضلات بشكل رائع .. أقف بدائرة شديدة الاتساع .. مُثبت بمركزها عمود رأسي قصير .. مُثبت به وتدور حوله ثلاثة أذرع سميكة وطويلة وعظيمة محفور علي كل منها حرف من حروف كلمة "زمن" .. يُشكل هذا البناء البسيط الساعة الكونية الأم والتي تتبعها جميع الساعات مع اختلاف المواقيت .. كل ما أقوم به هنا أنني أحاول دفع عقرب الثواني حتي يجري بشكل أسرع بعدما فشلت فشلاً ذريعاً مع عقربي الساعات والدقائق .. أملي الوحيد ينعقد علي هذا الذراع الرفيع الذي يسير بسرعة أكبر من رفيقيه .. حاولت معه بشتي الطرق .. حتي أنني قمت بالجري فسبقته ووقفت أمامه أحاول إغاظته ولكنه لم يتوانى عن السير بنفس انتظامه .. استنفرت كل قواي وأخذت أدفعه من الخلف .. تشنجت عروقي وبدأت عضلاتي في التقلص والتيبس وهو يأبى إلا أن يسير بهذا البطء القاتل .. تفصد العرق من جميع مسامي وضغطت علي أسناني حتي كادت تتقلَع من أماكنها .. وإذا بعقرب الثواني يسير مُسرعاً للأمام ثم يعود ليصدمني بقوة ليقذفني بعيداً .. أغيب عن الوعي من أثر الصدمة حتي أفيق فأجد ذاتي غارقاً في تيه من ظلام مقيم لزمن متوقف .. أبحث عن حائط لأصدم به رأسي من شدة الحنق والحسرة .. فلا أجد .. لا حائط ولا أرض .. مُعلق في الظلام .. ألتهم أصابعي ندماً وأتمني العودة لزمن يجري .. حتي لو كان يجري بسرعة أكثر بطئاً من ذلك الذي لم يكن يرضيني ..



عودة:



أفيق في صومعتي .. لأجد الثعبان قد نبت له جسداً بشرياً ولكنه احتفظ برأسه ..
أحضّر الكئوس .. نقرع الأقداح.. ونتجرع نخباً مشتركاً من الذكريات المُرة ..

الاثنين، ٥ مايو ٢٠٠٨

خيانة



بخونِك..
أما ابص لواحدة تانية
أي بصة
مش مهم تكون بمعنى..


أما أقول الدنيا فانية
وانتي فيها ..


أما أشوف ف سمايا قمري
وانتي جنبي..


لما أقولك أي كلمة
غير "بحبِك"..


أيوة خُنتِك
يوم ما حبيت ملمس إيديا
قبل ما تلامس إيديكي..


يوم ما شوفت الدنيا وحدي
بره بوابة عينيكي..


أيوة خُنتِك
إني مقلتلكيش "بحبِك"
ألف مرة كل يوم..


و مين هيزهق
من كلام الحب اللي
مولود لكنه نازل بيجري
من جوه القلب الحزين..؟؟
اللي فرحه يوم لقاكي
فرحة العيد الكبير..


قالوا نثر
أو عمودي
أو بقافية
معرفش غير الشعر إنتي..


أيوة خُنتِك
يوم ما عقلي زي الاهبل
فكر انه حب قبلِك..
يوم ما قلمي كتب لغيرِك..
يوم ما قلبي حاشها عنِك
حروف "بحبِك"..
أيوة إنتي
اللي عشانها إبيَض قلبي
والنيل ضحكلي
وقاللي يابني
لو فكرت تنط فيّا
هبقى أرض
مش عشانك
بس لجل عيون حبيبتك..
معجزات ما بين ايديها
و اما تمشي
ورد يطلع تحت منها ..


أيوة خُنتِك
لو فكرت ف لحظة إني
مرة خُنتِك...!!