الأربعاء، ١٧ يونيو ٢٠٠٩

ليلة شتوية ذكية الالهام


في تلك الليلة البادرة حقاً،كنت أشعر بروحك تطير في أرجاء شقتي الصغيرة،تأتنس بها الأركان وتشتاق للمستها المقاعد والمناضد والسجاجيد و الألحفة،وعلي أنغام البيانو والفيولين كنا نشعل شمعة واحدة كضوء،نجلس متعشّقين كقطعة أرابيسك يدوية الصنع،نهمس ونبوح بخفوت خشية قطع وتر السكون المشدود،الشاي في هذه الليلة له مذاق محبب،ألسنة اللهب في المدفأة وأنسجة الغطاء الأحمر أصدقاء ليلة سمر..
عيناكِ في الظلام يزداد سحرهما لتنسياني الماضي وكأني ولدت بين يديكِ الآن،نجلس علي الأرض..أحتوي جسدكِ من الخلف..تريحين رأسكِ علي الوسادة الدافئة بين كتفي وصدري الأيمنين ورقبتي؛فيسري همسكِ كبخار دافيء علي السطح الخارجي لقلبي ليطهره،كفي يصعد ويهبط بتحسس عفوي مدروس علي ذراعكِ الأيمن،تضمين شفتيكِ كخاتم وأنتِ تنفخين الدخان من اللفافة التي نُنهي عمرها بالتبادل،تخرجين الدخان بانتظام كخط اسطواني أوله فمك وأخره الفراغ وأخرجه أنا مزدوجاً عشوائياً بطيئاً من فتحتي أنفي ليصنع فوقنا هالة مشتركة ويلون جزءاً من خلفية لوحتنا ثم يتحد مع دخانكِ فيضفيان علي الليلة جاذبية ورونقاً أخاذاً..
تتثاءبين فأطبع قبلة هادئة علي جبينك فيبتسم كل ملمح في وجهك وتغمضين ذهاباً في نوم،تمررين يدك اليمني علي جانب رقبتي الأيسر ومنها إلي كتفي وإلي أعلي ظهري..تُحكمين احتضاني،تطلقين تنهيدة طويلة لا تخدش الهدوء الوردي للملامح ، تسافرين في حلم عذب تؤكده الابتسامات الراضية وأظل أنا أتأملك كأب يفكر في مستقبل ابنته إلي أن يصيبني سهم نعاس دون أن أقول لكِ –علي غير العادة- "تصبحين علي خير".....