الاثنين، ١٨ فبراير ٢٠٠٨

بصمات




كأصم..لا يسمع نداءاتهم .. يشعل السيجارة في فمه بالمقلوب وينساها في يده مشتعلة قبل نومه ليحلم بأنه قابضاً علي الجمر فيستيقظ ليجد علامة أخري أضيفت لأصابعه من أثر الاحتراق ..يُهون علي ذاته بفكرة عجيبة هي أن بصماته تغيرت !! نظراته زائغة وأصابعه مرتعشة .. يتحرك كثيراً بلا هدف .. يذهب ويجيء .. يجيء ويذهب .. فقط ليتذكر لماذا جاء أو لماذا يذهب .. فيفشل .. فيذهب ليجيء ..
تزداد ذاكرته المعطوبة فساداً .. يلتهم لفافات التبغ بشراهة ولا ينتبه لعددها إلا عندما تنتهي العلبة ويبدأ في نزع الشريط الأحمر الرفيع من علي العلبة التالية ..
يحب الشتاء .. ولكن توتره الدائم هذا العام منعه من تأمله.. فقضاه إما في سرير المرض أو تحت المطر يبتهل لأجلها .. أهمل كل اهتماماته .. وغرق حتي أذنيه في دوامات عشقها اللانهائية المتداخلة مع أنها حذرته- في بداية تعارفهما- منها ونصحته أن يبتعد عنها فكان ذلك التحذير مثل الجملة التي تمر عينيه عليها في اليوم عشرات المرات مطبوعة علي صدر حاويات اللفافات المدججة بسرطان الرئة " التدخين ضار جداً بالصحة ويسبب الوفاة " ..
مزاجه المتقلب أضحي أكثر حدة .. فحيناً يرقص طرباً بلا سبب وحيناً يشعر بالأغنيات الراقصة كنعيق البوم علي خلفية موكب جنائزي .. تلعب النسبية لعبتها فتتباطأ طبولها في أذنه لتضحى كمدقات مطارق النهاية بعد موت بطل الأسطورة الأسطوري .. القهوة فقدت بريقها من علي لسانه والسجائر ترغب في تحويل علاقتها الحميمة معه إلي زمالة دراسة مملة أو جيرة بغيضة .. عندما يضحك يضحك بمبالغة شديدة حتي تتشنج عروق رقبته علي مالا يُضحك لتلك الدرجة .. يجلس بالساعات بلا أدني حركة ..يُسند رأسه علي يده..سبابته مفرودة علي جبهته ..إبهامه أمام أذنه ..باقي الأصابع في شبه انغلاق .. ليقفز كأرشميدس .. وبدلاً من قانون الطفو يطلق "وجدتها" علي مطلع قصيدة تافهة .. وضع لنفسه تقويماً مختلفاً عن باقي البشر .. كسماء ليلة مظلمة .. لا تستطيع التفرقة بين –أيامه- البقع السوداء التي تكونه حيث يقضيها كمتشرد.. الأيام التي يراها بها تمثل نجومه اللامعة فيكون كالعروس ليلة زفافها ..
يقترض مني كثيراً ولا يمل تكرار سؤاله لي عن عمل .. لم يكن المال في حساباته قبل أن يعرفها وعندما أتعجب من تبدل حاله يقول " أتسمي هذا مالاً ؟؟ أريد أن أشتري لها العالم إن كان ذلك سيسعدها .. لكن ذلك يحتاج مالاً حقيقياً .. مالاً كثيراً ..أنت لا تفهم شيئاً .. هل وجدت لي عملاً..؟؟"
عندما أحاول أن أنصحه لا يستمع إليّ .. يسبّني ويرحل .. يظهر لي بعدها بأيام كأن شيئاً لم يحدث ..
لك الله ..صديقي العاشق..

هناك ٣٠ تعليقًا:

أحمد سلامــة يقول...

له الله
ولك
:)
بصماتك الجامده
ثق اني لما اقرالك من غير امضاء
هعرفك جدا

غير معرف يقول...

هل تعتقد ان بتغير بصماته قد يصبح انسان مختلف ؟
حالة من التشتت واليأس مصاب بها
يحث عنها ام عن ذاته ؟

حينما يهمل كل اهتماماته من اجلها
وتصبح حياته عباره عن غرق دائم فى دوامات عشقها

حينما تصبح هى محور حياته

حينما تكون الايام التى يراها بها هى تمثل نجومه اللامعه ؟
ويسبب له حبها كل هذا اليأس والاحباط والحزن

عندما يتصور ان المال قد يسعدهافيبحث عنه ليشترى لها الكون كله

الا تعتقد ان السؤال الحقيقى هنا
وماذا عنها هى هل جعلته هو محور حياتها ؟
وماذا عن الايام الذى تراه هى فيها
هل تمثل لها النجوم مثلك ؟

هل يمكن ان يمنح انسان كل هذا الحب
ثم تظن ان سعادتها بالمال ؟

فتجعله يسعى اليه ولم يكن المال فى حساباته من قبل ان يعرفها

هل نقايض الحب بالمال ؟
هل المال اصبح الان اغلى واسمى من الحب اللانهائى ؟

تغيرت يصماتك ام لم تتغير
رقصت طربا او انزويت حزنا
ملكت المال او كنت اكثر اهل الارض فقرا

يجب ان تشعر الحب من تقرأ تلك الكلمات
تشعره وتعلنه اغلى ما تمتلك
ولا تبغى سواة فى عالمها

على باب الله يقول...

أول شيء شدني لمدونتك هو تعليقاتك في مدونات مختلفة

تعليقاتك أشعرتني أنك إنسان يعمل عقله بطاقته القصوي في جميع الأوقات

فيأخذك و يأخذنا معك إلي إكتشاف زوايا جديدة للرؤية

---

و حين عثرت علي مدونتك و قرأت تدويناتك أنبهرت بمدي موهبتك و إجادتك لفن الحكي

فعلاً أنا سعيد لأني إتكعبلت في مدونتك

--

_ زين_ يقول...

هايل..
بس لمين؟!
لك ولا للصديق.ولا لألم البعاد..
لك أنت الذي يكتب بقلم آخر متخيل..
أم للصديق الذي يكتب بقلمك..
لألم البعاد الذي يضرب كالصواعق في قلب صديقك..
ماأجمل الخيالات التي لانعيشها..وماأتعس الخيالات التي نعيشها..هكذا العالم لايؤمن بتكافؤ الفرص في علاقات الحب..
بالمناسبة ..ليس هناك فرصة لم نحصل عليها..المشكلة كيف فوتنا الفرص التي حصلنا عليها!!
محبتي الدائمة المستقرة ..

نبضات يقول...

الله الله يادكتور زين على تعليق حضرتك
تعليق رائع
خصوصا ليس هناك فرصه لم نحصل عليها .. المشكلة كيف فوتنا الفرص التى حصلنا عليها ....جمله فلسفيه عميقه

دائما الحياه تترك بصماتها فى شخصياتنا فتجد تجارب واحداث نعيشها قد تكون نقطه تحول فى تفكيرنا ....وايضا الحب خصوصا عندما نحب حب حقيقى ممكن يترك بصمه فى شخصيتنا او تغيير فى تفكيرنا

ولكنى اكره الكلام بلغة المال مع ان كل البشر بيقولوا ان كلامى خيالى ولكنى اعتقد ان المال فقط للحاجات الاساسيه وابسط واقل الحاجات التى نستطيع ترتيبها لاولويات اما غير ذلك كماليات وقشره مزيفه وحاجات لها مستوى اشباع معين ثم تفقد معناها

ولكن ..... الحب والمشاعر والحنان والامان والاحتواء والصدق واالتفكير والشخصيه حاجات ليس لها مستوى اشباع كل ماتاخد منها او تعطى منها تزيد

ناس كتير بتتكلم بلغه الاموال بس الاموال مش بتسعد فى حاجات كتير اهم وفى الاخر تاتى الاموال وليس معنى كلامى انها مش مهمه ولكنها ليست وسيله للسعاده اطلاقا

تحياتى

فاتيما يقول...

حورس
صديقى العزيز
قلبى مع قلبه....
قد تكون محبوبته هذى فى رأيك مثار دهشة ... هل يمكن لشخص آخر ان يكون دافعا قويا هكذا للتحرك؟!
... ربما سكونه الطويل قبلا كان هو السبب .... جدتى كانت بتقولى زمان ما تقوميش من سريرك مرة واحدة لحسن تدوخى ... اضحك عليها و على كلامها ... بس بعد كل العمر دا ... كلامها هو... قمة الفلسفة
الحب
بيهاجمك فجأة ...زى ما تقوم فجأة ...
بيدوخك
يعملك حالة عدم اتزان ..
زى صاحبك
هو كمان مش بس بيحبها لنفسها ... دا بيحب شوية من نفسه فيها ... الشوية الحلوين الى مبيطلعوش الا و هو جنبها و فى حضرتها
تحياتى ليك و لصاحبك و للفيلسوف الأعظم د.زين الغالى

Moustafa` يقول...

السلام عليكم
أنت جون
ده اول امبريشن كده وانا بقرأ سطورك
العنوان وفقت فيه لدرجه رائعه
ما احاول تسليط الضوء عليه هنا هو سردك التفصيلى للحاله البندوليه الرائعه ..وصفك للإيد ع الوش فى سرحان وتوهان فكرى تام .. إلمامك بإغريقيه الإكتشاف مع الإشقاط الرائع فى أفلاطونيه الحب
تداخل الصور فى تشنف عبير اللحن
ونعيق البوم فى موكب جنائزى ( بالمناسبه التعليق ده متفرد قوى)
أرجحتك بين انتشاء الفرحه وغمه الحزن
فقدان لذه الحياه منحواليك . غيرت خلفيه حياتك وتوقيتك وانعزلت عن العالم ده وبقيت ساكن فى مجره حبيبتك
فى مكان أسطورى جنب قلبها
مش ف القلب بس بتتخيل نفسك فيه
السيجاره (واخده ديدن بتحوم حوله فى كل كتاباتك ) وكأنها باتت ملهمتك أو روتين حياتك اليومى .. تسقط تشبيه غايه الروعه يوضح الصوره فى براعه
التدخين ضار بالصحه ..تشعلقها فى شراشيف نصيحه طواها الزمن
وانت بتنساها كل يوم وبتعيش جوه وهمك
راضى وسعيد ..كل ده انا مش عارف هى مين ولا فين
سكوب عالى بكاميرا متزومه عليك وحدك
المقلب بقه
تغير المنظور مره واحده .. يرجعك سطرين لورا ..هو مين اللى بيتكلم هنا؟
إحساس بتخسره لما تعرف إنه بقى عبد ليها ..بيضحى بسعادته علشانها ..بيقدم تنازلات كتير علشانها
الفلوس ..بيرضيها علشان تبقى جنبه
وهو فى حته خياليه جنب قلبها
خيوط قصتك نسجتها بمهاره متكامله
قصه عاديه بتككر كل يوم
بس المعالجه هنا تاخد عليها امتياز الا شرطه هيا السجاير والتبغ وافراطك فى وصفها ..
اخر سطر مش عايزه خالص
لك الله يا صديقى العاشق
ضيع كل السسبنس فى قصتك
جاب مفتاح انت توصلته اثناء قراءتك
وكانك بتنفى التهمه عن نفسك وتلصقها بصديقك
شايفه زياده
بس الحوار بينك وبين صاحبك ؟؟ لغته واقعيه مش متحجره .رائع
تحياتى كتير
واعذر تعسفى معاك قبلا
وهو من دافع حب واقتداء ورغبه فى الرنو للكمال
سلامى يا صاحبى

غير معرف يقول...

عزيزي حورس

كلامك كالعادة يملأني بالشفقة
على كل من يرتكب الحب من طرف واحد

الكونتيسة الحافية يقول...

لما في ذروة حزني ترسم لي صورة خيالية لشخص أتمناه ولا يكون أبدا؟ في عالمي هو يبتعد ويضع الحواجز..في عالمي يتعامل ببرود..في عالمي سماؤه لونها واحد بي وبدوني..أكرهك...لكني أريد العيش في عالمك

linda يقول...

كلمات لامستني فعلا

القصة اكتر من رائعة

بهنيك ولي عودة


تقبل تحياتي

رحــــيـل يقول...

الرائع حورس

حقا معه الله صديقك العاشق

فكم من احوال تتغير وتتبدل بسبب دومات العشق هذه كم اجملها واروعها واصعبها وارهقها

تحياتى اليك ايها المبدع دوما

mirage يقول...

انتكاساتنا المتكررة لا تعلمنا حذر التعثر او السقوط .. تماماً كـ تلك العبارة المحذرة على علبة السجائر السخفية ...

ما من شئ يدعة حذر التجربة وان كانت هي من حذرته ... تحذيرها كان بمثابة دعوة فعلاً....

انها الكيمياء...
كتابتك تزداد روعة كل يوم ...

لا تطيل الغيبة ...
تحياتي

loumi يقول...

عزيزي حورس

من يكتب بروحه
لا بقلمه تظل بصماته
كما هي حتى وإن إحترق الجلد

تحياتي لك

horas يقول...

أحمد سلامة:
لنا الله جميعا
اشكرك صديقى العزيز

horas يقول...

shereen:
كم كانت سعادة صديقى وانا أخبره بتلك الكلمات الرائعات
وكم كان حزنه أيضا
ولكن داءه داءا عضال
لا شفاء منه الا بالبتر
بتر القلب
او الاصح استئصاله
محبتى الدائمة

horas يقول...

علي باب الله:
انا اسعد بكلامك الجميل
واهلا بيك فى كل وقت

horas يقول...

زين:
الصديق العزيز
قد تكون كل الاحتمالات صحيحة
وأضيف عليها الالم الذى يفوق ألم البعاد أحيانا
إنه ألم القرب
ألم الوصال
وياله من ألم !!!

horas يقول...

نبضات:
..... الحب والمشاعر والحنان والامان والاحتواء والصدق واالتفكير والشخصيه حاجات ليس لها مستوى اشباع كل ماتاخد منها او تعطى منها تزيد

المفروض أنا اللى أعلق علي الكلام الرائع دا
بس اقول ايه بعد اللى قلتيه
أحترم عقليتك وأعجب باحساسك
تحياتى الدائمة
وإلي لقاء قريب

horas يقول...

fatima:
الصديقة العزيزة جدا جدا جدا
اتفق معك فى مفهوم السكون الطويل
واختلف فى مفهوم شويه الحاجات الحلوة اللى بيطلعوا وهى جنبه
هذا ليس عشقا سيدتى
على الاقل فى قاموسي
أو قاموسه !!!
منورانى دايما

horas يقول...

s@gi l"ombre:
الصديق الغالي
والناقد المحترم
أشكرك كثيرا على كلماتك
ومهما تعسفت احترم موضوعيتك بقسوة أشد
وانحنى تواضعا انام كلمة اقتداء
وأفضل الشراكة فى البحث عن الحقيقة بدلا منها
اشكرك واتمنى اثارة اعجابك دائما

horas يقول...

مصطفي سمير:
الشفقة؟؟
من طرف واحد؟؟
هو فهم آخر
يستحق الاحترام
احييك دائما
واشكرك على تواجدك الدائم

horas يقول...

الكونتيسة الحافية:
تعليق رائع
ومتوقع منك
أكرهني أيضا
ولكننى لا أرضي بديلا
عن عالمي

horas يقول...

linda:

أشكرك كثيرا
وانتظر عودتك بشغف

horas يقول...

ra7eel:
نعم صديقتى
فأقسي ما فى الحب عذابه
ولكن أحلى ما فيه
........


.......
عذابه أيضا!!

horas يقول...

mirage:
كلماتى تتواضع امام كلماتك
ومعاني تنحنى أمام عمقك
تعليقاتك لي شهادات

أعلقها كأوسمة بعقلي وقلبي وذاكرتي

أشكرك صديقتى العزيزة

horas يقول...

loumi:
وما أقسي النفس عندما تتشوه بداء الكتابة بالدم
فهو داء بلا شفاء
وكما قال يوسف ادريس
لا راحة لكاتب الا بأن يموت

ولكن على من نطلق كاتب
هل على كل من يكتب ؟؟

تحياتى

loumi يقول...

كل من أمسك ورقه وقلم وكتب
فهو كاتب
المعنى الحرفي للكلمه
:):):)

تحياتي

Vera يقول...

يضرب الحب شو بيزل :)

horas يقول...

loumi:
ومنذ متى أقصد أى معاني حرفية للكلمات ؟؟ يا صاحبة التعليقات الشقية!!

horas يقول...

emoo:
فعلا
عندك حق والله