أرضية مترو الأنفاق
كنت قد اتخذت من محراب العناد سكناً ،ولكنني لم أتلق نصيحه من قبل من ملاك يلتحف بالنور،كنت قد انتويت بعد فراقنا أن أذهب لمقابلة بعض الأصدقاء ولكن شبكية عينى أبت أن تعكس إلا صورتك..فرحلت..رجوت أناملي أن تلامس يد الصديق الممدودة فرفضت أن تُمحي من عليها آثارك النورانية..فتركته غارقا في دهشته..سيدتى..أمخلوقة أنتِ مثلنا من طين؟؟ أشك في ذلك شكاً يقف متربصاً علي مشارف اليقين،واذا تحدانى كل علماء الوراثة والبيولوجيا سأضحك في النهاية منتصراً لعلمى أن طينك قد عُجن من ذرات فتات المشاعر مختلطة بدموع عذراء طاهرة بحثت عن الحب حتي كلت ولفظت آخر أنفاسها بين ذراعي حبيبها المرجو في لقاؤهما الأول..سيدتى ..أعلم أن دمعاتك بدأت في الترقرق في زوايه عينيكِ البنيتين الجميلتين ..وأن الاحمرار بدأ في غزوه للمساحات البيضاء المحاطه بالرموش الحارسه القابعه تحت الحاجبين الرقيقين في دعة وخشوع ..مساحتين فقط في الكون الواسع سمحت لهما من قبل بملامسه دموعي ..ياقة قميصى الأبيض وقماش مخدتى يوم نمت عليها بلا غطاء..ولكن اليوم مكان ثالث نال هذا الشرف..أرضية مترو الأنفاق.. لم أعلم لمَ اشتدت أمواج بحر بكائي دون أن ترتعش ملامحي؟؟ لم أستطع ايقافها..ألهذا الحد آالمنى فراقك..كم تمنيت أن أحتضنك مودعاً كما فعلت صديقتنا المشتركة ..كم تمنيت أن أضمك بشدة -عندما رأيت انهمار دموعك-حتى تنصهري بين ضلوعي فتذوبي في ثنايا قلبي وتبكى بداخله كيفما تشائين..تغسليه بدموعك..ويهديء روعك بدفئه اللامتناهي ... يالكِ من فتاة طائشه... يالكِ من أم رائعة ... يالكِ من صديقة حميمه وجميلة ومدهشه ..ألكِ كل هذه القوة وهذه الرقة في آن واحد؟؟ كيف تركتى في نفسي ذلك التأثير الرائع ؟؟ الآن كفي عن البكاء وامسحى دمعاتك الغاليه بأناملك الساحرة واعلمى تمام العلم أن روحينا لم تلتقيا اليوم ولكنهما التقتيا من قديم الأزل وستظلا في عناق الى الأبد ..أحببتك ..و أحبك ..وسأحبك حباً لم أهديه لأحد من قبل ..حباً لا يفهمه شعراء الرومانسيه ولا يفهمه أعتي المحبين ولا أحن الأمهات وأعظم الآباء ..احتللتى في قلبي مكاناً لن أسمح لغيرك بغزوه ..وسأحارب في أرضى التى احتللتينها ضد جيوشي ..أحببتك يا صديقتى لدرجة أن أوحشتينى بعد أن تركتك بأقل من نصف ساعة ..فانهمرت دموعي سائلة..علي أرضية...مترو الأنفاق