السبت، ٢٦ سبتمبر ٢٠٠٩

المية طماعة



بردان يا بردانة


والوحدة سعرانة


ومش لاقي مكان للاختباء..


ورفضت


بصوت غيرك أتدنس..


ورفضت


حتى بالمية أتونس..


المية..


من يوم ميلادها طماعة..


المية قطة ف الطاعة ..


وأنا عطشان..


هتسرق خلاياكي من جلدي


وهتسيبني


بردان..


بردان يا بردانة


والوحدة سعرانة


ومش لاقي


مكان


للاختباء..

الاثنين، ٢١ سبتمبر ٢٠٠٩


اهداء: لكلمة"كفاية" اللى بتفضل واقفة ف زوري لحد ما تقرب تخنقني .. فتنفجر..


متعاملينيش على انى عاقل

متحاسبينيش على اني مش..!!

مجنون عشان

مكدبتش

ف يوم عليكى..

وانتي تموتي

ف البلوفر الجميل

المعمول مخصوص عشانك

خيطة كدب

وخيطة درب من النفاق..

واعرفي

اني طلعت-وغصب عني-

أول سلمة

من سلالم الفراق..

ولما همشي

هتهرب تفاصيلي مِنك

واحدة واحدة..وبالتصوير البطيء

وزي اللي قبلك ما عملوا

هتشيليني الذنب كله

كله كله

وهتفتحي الألبوم العتيق

هتلاقي صورتي فيه

من غير وش!!

متعاملينيش على اني عاقل

متحاسبينيش على اني مش..!!

أنا مرايتك

فاسمعي صوتي القديم

وانسي هلاوسك

والصوت المُزيف

اللي عامل انه ضميرك

هو آثم

وانتي أسفة

هو حازم

وانتي جزمة

وانا

العصب العاري الوحيد

انا

الانسان الباقي الطريد

انا

الحلم المتلون البعيد

انا

الحاضر..انا بكره السعيد

قميص نومك الاحمر الجديد

البسيني

وافركي تحت الغطا

والصهد اللي طالع من خدودك

قادر يأمر الرغيف

يطلع صباح

لحظة طلوع جسمك

اللي حافظ ملامحي

من تحت الغطا

طاهر عفيف

والمعدة اللي كانت ف يوم مخدة

قارصها جوع

فتملي رغيفك مش..!!

متعاملينيش على اني عاقل

متحاسبينيش على اني مش..!!

وايه اللي يحصل

لما أتعب م الحفا؟؟

وايه اللي يجرى

لما أطلب يوم دفا؟؟

لما الوم اللي عفا

وقلبي واقف ع الشَفا

رافض شِفا

زهد الحياة المُقرفة..

وكل ماجي اكتب قصيدة

يطلع بُكا

وكل ماجي اشكي واقول

يطلع بُكا

ملعون أبو الحب اللي خلى

عيني

تنشف منها الدموع

ملعون أبو العشق اللى خلى

قلبي يسوع

مصلوب على

ذكرى شفايفك

ملعون أبو الفُرقة اللي خلت

صوتي

بعد ما امشي

تقولي عنه غش..!!

متعاملينيش على اني عاقل

متحاسبينيش على انى مش..!!

الاثنين، ١٤ سبتمبر ٢٠٠٩

كلمني شكراً



حبيبتى افهمي بس اللى أنا بقولهولك .. اسمعيني طيب .. هو انا بقاطعك كده وانتى بتتكلمي ؟؟ اسمعيني .. أيوه هي عدة التليفون البيضا اللي بره .. سيبك خلاص من العدة الحمره الصغننة اللى انا جبتهالك لما شكّيتي انهم بيسجلوا المكالمات .. سيبك منها .. ارميها خبيها ابقي اديهالى .. مش دا المهم .. المهم دلوقتى العدة البيضا .. لازم تكلميني منها عادى .. لأ يا حبيبتى مش عادى ف المعادى ..... ولا عادي ف الزبادي .. وبعدين احنا هنخش لبعض قافية طول الليل ولا ايه ؟؟ معادي ايه وزبادي ايه ؟؟ انتى جعانة يا حبيبتى .. أه .. أه بجد ولا بتهزري ؟؟ .. يا حبيبتى .. ابعتلك ديليفري ؟؟ مش هينفع ؟؟ طيب .. هو الفلوس اللي معايا مكانتش هتكفي اساسا .. بتضحكى ؟؟ اضحكي اضحكي ..المهم .. دلوقتى أنا عاوزك بليل لما تبعتيلي كلمني شكرا واتصل بيكي ع الارضي تردي من العدة البيضا اللي بره اللي انتى بقيتى متأكدة دلوقتى انهم بيسجلوا من عليها كل المكالمات .. .........أيوة انا عاوزهم يسمعونا .. ويسمعوا كل كلمة بنقولها .. كل حرف .. كل آهه .. كل تنهيده .. وكل بوسة ف الهوا .. وكل حضن خيالي بنتصبّر بيه على أمل ف حضن بجد .. حضن بحق وحقيقي .. تلمسينى فيه وألمسك ..تدخلي جوايا .. واحتويكي .. أحتويكى اوي ..أضمك .. نفسي أضمك .. نفسي أحس الاحساس دا معاكى أوي .. ياااااااااااااه.. اتنهدي حبيبتى .. اد ما تنهيدتك دي بترمي حجر كبير على قلبي .. إلا أن انا بموت فيها .. بعشقها .. بحسها جزء منك بيجيلي .. بيجيلي بجد .. بيدخل جوايا وبحسه .. زي بالظبط اتنين عُشاق ف لحظة وصول .. واحد يكّمل فراغ التاني .. وحتة البازل الناقصة تركب مكانها .. تركب مكانها بالظبط ..شفتى تنهيدتك بس بتعمل فيا ايه؟؟ لا .. متبكيش يا حبيبتى .. متبكيش دلوقتى.. كل دمعة منك سيف ف قلبي .. سيف ف قلبي لحد مقبضه .. سيف حامي أوى وسخن نار .. وهو داخل قلبي مش بيقطع ف لحمه بس .. لا .. بيشويه كمان .. بلاش دموع يا حبيبتى .. بلاش عشان خاطري .. ولا أقولك .. حوشيهم .. حوشي دموعك اللى بتدبحني لبكره .. لما تكلمينى من العدة البيضا اللي بره .. اللي يسجلوا بيها المكالمات .. عشان بعد بكره الصبح لما يصحوا قبلك .. ويروحوا يشوفوا المكالمات اللي سجلوها ..
يسمعونا .....................
يمكن.....................
يحسوا بينا
يمكن ...................

الخميس، ٢٠ أغسطس ٢٠٠٩

عرفيني


عرفيني

فرّحيني بانتصاري و اوجعيني

هل أنا

موتت فيكي

بس ألف حاجه

جوه منك..

ولا أكتر؟؟

شيلي إيدك

سيبي سيل دموع يمطّر

وانتى مالك؟؟

عمر وقف دموع ف يوم يريح

ولّا حتى انهمارها ؟؟

همّليها

اسكبيها ف عقر دارها

جلد كفي

واشكي حالك

اشكى حالك عرفيني

فرحيني بانتصاري و اوجعيني

هل أنا موتت فيكي

بس ألف حاجه

جوه منك

ولا أكتر؟؟

الأحد، ٩ أغسطس ٢٠٠٩

حلم أول على وشك التحقق


صباح الخميس 13-8-2009
بمكتبات وسط البلد
وبدرخان بالهرم
وآفاق بالقصر العيني
وتباعاً بالمحافظات

وبنفس اليوم في السابعة والنصف مساءاً
حفل توقيع الكتاب
بمكتبة بدرخان
شارع ستوديو الأهرام-أمام بيتزا كينج الهرم-الهرم-الجيزة

في انتظاركم جميعاً

الاثنين، ٢٧ يوليو ٢٠٠٩

وبدأ العد التنازلي


أخيرا

وبعد طول انتظار

كتابي الأول

كود ساويرس

قريباً بالأسواق

الأربعاء، ١٧ يونيو ٢٠٠٩

ليلة شتوية ذكية الالهام


في تلك الليلة البادرة حقاً،كنت أشعر بروحك تطير في أرجاء شقتي الصغيرة،تأتنس بها الأركان وتشتاق للمستها المقاعد والمناضد والسجاجيد و الألحفة،وعلي أنغام البيانو والفيولين كنا نشعل شمعة واحدة كضوء،نجلس متعشّقين كقطعة أرابيسك يدوية الصنع،نهمس ونبوح بخفوت خشية قطع وتر السكون المشدود،الشاي في هذه الليلة له مذاق محبب،ألسنة اللهب في المدفأة وأنسجة الغطاء الأحمر أصدقاء ليلة سمر..
عيناكِ في الظلام يزداد سحرهما لتنسياني الماضي وكأني ولدت بين يديكِ الآن،نجلس علي الأرض..أحتوي جسدكِ من الخلف..تريحين رأسكِ علي الوسادة الدافئة بين كتفي وصدري الأيمنين ورقبتي؛فيسري همسكِ كبخار دافيء علي السطح الخارجي لقلبي ليطهره،كفي يصعد ويهبط بتحسس عفوي مدروس علي ذراعكِ الأيمن،تضمين شفتيكِ كخاتم وأنتِ تنفخين الدخان من اللفافة التي نُنهي عمرها بالتبادل،تخرجين الدخان بانتظام كخط اسطواني أوله فمك وأخره الفراغ وأخرجه أنا مزدوجاً عشوائياً بطيئاً من فتحتي أنفي ليصنع فوقنا هالة مشتركة ويلون جزءاً من خلفية لوحتنا ثم يتحد مع دخانكِ فيضفيان علي الليلة جاذبية ورونقاً أخاذاً..
تتثاءبين فأطبع قبلة هادئة علي جبينك فيبتسم كل ملمح في وجهك وتغمضين ذهاباً في نوم،تمررين يدك اليمني علي جانب رقبتي الأيسر ومنها إلي كتفي وإلي أعلي ظهري..تُحكمين احتضاني،تطلقين تنهيدة طويلة لا تخدش الهدوء الوردي للملامح ، تسافرين في حلم عذب تؤكده الابتسامات الراضية وأظل أنا أتأملك كأب يفكر في مستقبل ابنته إلي أن يصيبني سهم نعاس دون أن أقول لكِ –علي غير العادة- "تصبحين علي خير".....

الاثنين، ٢٥ مايو ٢٠٠٩

فرائض المتصوف الأزلي



خامسة:


أطوف حول خصرك سبع،أسعى بين نهديك سبع؛ فأحدهما صفاي وليس إلا الآخر مرواي،أقبّل-بنهم- أحجارك،وأرمي جمراتي بأعين من يجرؤ على التفكير في النظر إلى طرف من أطراف كنز من كنوزك،أرفض طواف الوداع..!!


رابعة:


أصوم عن غيرك،وكالزاهد المتقشف أتصبّر بفتات فتاتك-تقوتاً-لحفظ انتظام تنفُس،طوال غيابك لا تغيب شموس صيامي،ولي فرحتان عند طلوع قمرك..فرحة لإفطاري بشفتيك وفرحة بلقياكِ لا تعادلها فرحة..!!


ثالثة:


أُذكّي بذاتي،أبعثرها وروداً فوقك وأفرشها تراباً تحت أقدامك،أعبدك حق عبادتك فإن لم أكن أراكِ أعلم أنكِ تريني،أقرب إليّ-أنتِ-من حبل الوريد،عمري أمنحه صدقة وحرماني منكِ جهاد في سبيلك..!!


ثانية:


أصلي بمساجدك وكنائسك وأديرتك،ساقيتي أدعوكِ وأنا موقن من الاجابة،أتنسك بملامحك،أتعمّد بين ذراعيكِ،أترهبن بليل شعرك الطويل،
أتصوّف بقلبك، وأصير حبَراً من أحبار عينيكِ..!!


أولى:


أشهد ألاّ غيرك "إلهة الدلال والدلع"،
وحدُكِ..لا شريك لكِ..

السبت، ٢ مايو ٢٠٠٩

حدث بالفعل



1-سحر:
ضاجعت امرأة الساحر ،ولمّا علم بما كان، خبأ بثنايا عمامته السوداء تعويذته لي ..بأن تعشقني جميع النساء..



2-مجد:
تنبأ لي العراف بأنني سأبلغ من الشهرة والمجد ما يجعلني أطغى ، فأنستني حلاوة الأولى مرارة الثانية ..



3-كرى:
حبست كل الدمعات فحفرَت بداخلي نهراً،ويوم عطشت وبغيت منه ارتواء،لم يزدني إلا ظمئاً فوق ظمأ..



4-توحد:
وحين سمع تغريها بين العصافير الكثار،كان الناتج مبهجاً ، لكنه لم يطربه كشدوها بليالي الوحدة الحزينة..



5-يُحكى أن:
كاتباً كتب كتاباً ، وبعد أن قرأه ، لم يستطع-بالقطع- أن يحدد هل أن هذا مجرد خيال ..أم أنه ..قد حدث بالفعل ..؟!..

الثلاثاء، ٢١ أبريل ٢٠٠٩

between down&upstairs


Downstairs... Thinking around a painful idea... That's not my place...no doubt I'm in the wrong home now..!! Opening the lock of the building in a nervous way& imagine my right place which I should be in..!!


Walk in a dark street not afraid from anything & acting like you can hear me... See me... run from me& I run after you& after I catch you...I look directly into your laughing eyes...They were really laugh...Really dreamy& sooooooo beautiful………I love them….


Feel like in jail ….my head is a jail &my small brain is the biggest jail….small animal runs fast in front of me… it's just like a rat…but it's taller with a flexible body seems to have no bones…a white cat looks to it then obeys the sexual call coming from another one….!!


Buying a daily newspaper for my father& a cultural one for me….on return I opened mine to find the first big title I read is "life is a big lie"….!!

Every man I saw now whatever he do doesn't make sense for me …..They all are trains of sheep... I saw the small animal again……!!
Approaching home& think what really preventing me from being in the right place... Between your arms... Fuken distance... Fuken time…fuken money…fuken nothing..!!


Upstairs…I need to concentrate to write a little in my novel …open the door to find my dear father listening to a magical Egyptian music lying on the cough…. Without looking to me he raised his hand taking his newspaper….read….listen…think….and smokes a local cigarette ….that's my father….a multi man…!!

I entered my room ….writing about you…to you& for you…!! Writing by right hand while the left one is vibrating ….I don’t know why ??

الأحد، ٢٩ مارس ٢٠٠٩

اثبات حضور


صباح تلو صباح .. ويمر العمر متثاقلاً بحمله لتفاصيل قليلة القيمة .. سجن مشترك يجمعني بكائنات غرائبية كادت تجتمع على جنوني رغم أني لا أرى بيننا من هو ليس كذلك .. وانصهاري مع أحدهم إنما يعني أن جنونه صافح جنوني ،تصالحا لبرهة قبل خلاف مُتوقع ..

صباح هاديء .. استمرار الوصال الجميل مع البنت التي تشترك معي في الحلم من قارة أخرى ..!! والتي تعرفني من ألف عام وأعرفها عندما علمني ربي الأسماء كلها .. ككل صباح .. نفس مطاردات الأعين المرهقة .. غرباء .. نشترك جميعاً بذلك التوصيف .. غرباء عن بعضنا وعن أنفسنا ونفتعل القرب .. كم أنت بائس أيها الانسان ..؟! .. شعوري بالاشفاق – هذا الصباح- يفوق شعوري بالبغض لبني البشر ...!!

أتردد في قراري بالذهاب لحفلة JAZZ هذا المساء وأفكر أن أقضيه في الكتابة .. أتنقّل بين سجوني بحرية تامة وأترك البوح يقودني –الآن –لحيث لا أدري .. أقرأ رواية لصديق جميل وأعلم أني سأفشل في الكتابة عنها كما يحدث معي منذ فترة .. الرواية ملغمة بالحنين وقلبي يعيشها بحزن شفيف ويأمل ألا تنتهي أبدأ .. تأويل لفظة "النوم" في عنوانها يملؤني رغبة وجسدي المتأمل يرغب في استراحة أبدية علي جلد ناعم ..

استكانة مشوبة بالقلق ورغبة عارمة في تقيؤ روحي حتى الخواء الكامل .. أحب المياة كثيراً .. أشعر أن بداخلي مخلوقاً بحرياً تائهاً .. ضاجعت خلايا جلدي قطرات قطرات مياة لامستها –هذا الصباح- قبل خروجي .. !!
أسعل بعنف وتباشير صداع تداعبني بخجل .. أكتب ما أكتبه غير عالم – بالتحديد- ما أريد .. منتظراً ما لا أعلم ..

الاثنين، ٢٣ مارس ٢٠٠٩

دلع نجيب سرور


بيني وبينك سور ورا سور

وانا لا مارد ولا عصفور

في إيدي ناي

والناي مكسور

وصبحت انا في العشق "مَثل"

والبحر بيضحك ليه ......وانا نازله ادلع املا القلل

البحر غضبان ما بيضحكش

أصل الحكاية ما تضحكش

البحر جرحه ما بيدبلش

وجرحنا ولا عمره دبل

والبحر بيضحك ليه … وانا نازلة ادلع املا القلل

قللنا فخارها قناوي

بتقول حكاوي وغناوي

يا قلة الذل أنا ناوي

ما شرب ولو في المية عسل

البحر بيضحك ليه … وانا نازلة ادلع املا القلل



كان دلع "نجيب سرور" مكتملا

وصوت "منير" جعله يعبر حدود الكمال

الثلاثاء، ٣ مارس ٢٠٠٩

مقهى المثقفين



في أول الشارع الذي يرقد بوسطه المقهي الثقافي كنت واقفاً ..فرأيته قادماً من الجهة الأخري مرتدياً "جاكت" من "الشمواه" الأسود المضلّع وقميصاً أبيض وبنطلون من الجينز وحذاءاً بنياً لامعاً..تظهر سلسلة فضية من جانب رقبته ويعلو نظارته الطبية الحديثة بوادر صلع علي جانبي الرأس بينما "يتفلفل" الشعر الأسود اللامع ويستطيل أعلي "الياقة الخلفية" كما يليق بمثقف شاب..
بجسد رياضيّ وخطوات واثقة تقدم..سحب كرسياً خشبياً وجلس بجوار الصف المتراص سلفاً ..لم يلبث أن قام فخلع بنطاله بهدوء..وبمجهود خفيف أخرج قدماه من فتحتي البنطال مروراً بالفتحة الموحدة دون أن يخلع حذاءيه.. ثم أتبعه ب"البوكسر" الحامل للعلامة المميزة لتوكيل الملابس العالميّ الشهير ليتطهر بذلك نصفه الأسفل من أي عائق قد يمنع ملامسته للهواء القليل في ذلك الصباح ...
بجانبه وعلي امتداد الرصيف الملاصق لمدخل المقهي سبعة وعشرون كرسياً يحتلهم مثقفون مختلفة أعمارهم ..اجتمعوا في عدم ستر نصفهم الأسفل بأي ساتر ..أمامهم طوابير ليست طويلة لإناث بين العشرين والأربعين يتقدمن أزواجاً ويمشين بطريقة عرضية علي الصف من أوله لأخره.. قد يكتفين بالنظر إلي أحدهم ويمررن عليه مرور الكرام ..وقد يقفن أمام آخر ويبدأن في فحص السلعة..تقيس احداهن صلابة العضو.. ملمسه..مذاقه..وقد تخرج ثدييها لتستشعرمدى إحساسها وهو بينهما إن استلزم الأمر .. لتشير لصاحبتها إما بالقبول أو الرفض أو دعوتها للتجربة لشعورها بأنه قد لا يعجبها لكنه قد يعجب مرافقتها .. أذواق .. لولا اختلافها لبارت السلع ..كما يُقال ..
باعة المناديل والجرائد والعطورالمقلدة والمتسولون والمتسولات كالذباب ..ما أن تنفض إحداهن من علي أذنك حتي يقفز الآخر علي أنفك..يتداخلون ويتباعدون وفحص السلع مستمر وصاحبنا المثقف الشاب ينتظر دوره في آخر الصف ..ولسوء الحظ كلما تعبره احداهن مغادرة تكون قد حصلت علي بغيتها ..فترمقه بنظره جانبية كوعد علي انتقاؤه في مرة لاحقة قبل أن ترفع ذراعها إلي ما قبل مستوي كتفها حاملة مفتاح"السنتر لوك".. فيسبقها رفيقها للداخل..ويُكمل خلع ملابسه..

الاثنين، ١٢ يناير ٢٠٠٩

تيتو


أكاد أتأكد –وهذا شديد الندرة-من أن أقصى عذاب يمكن توجيهه إليّ هو نابع من داخلي .. وينبعث بالتحديد من الأربعمائة وخمسة وخمسون جراماً المحتلة لصندوق العظام القاطن أعلى رقبتي.. وعن هذا الوزن الدقيق فلقد تم منذ فترة ليست بالقليلة عن طريق أحد الأجهزة التكنولوجية الطبية الحديثة بواسطة أحد أصدقائي الأطباء بجزيرة صقلية .. ولجزيرة صقلية طبيعة خلاّبة ونساء جميلات و شعب ودود يصدق الشائعات .. ولكني لا أعتقد بعبقرية تضاهي عبقريتنا في خلق مثل تلك الشائعات بحبكات محكمة وطريقة واثقة في الإلقاء مع إضافة بعض البهارات من نوعية القسم بأنواعه المختلفة أو المبالغات المقبولة أو الاستعانة بمصدر ثقة من نوعية " بنت خالتي شافتها بعينها ..، واحد صاحبي هو اللي قاللي .. بس دا واد إيه ...كفاااااءة" ،و آخر ما سمعت منها هي عند تمنياتي بالشفاء ل"تيتو" صاحب ال"السايبر" المتاخم لمنزل صديقي ورفيقه في ليالي الدخان الأزرق الشتوية الجميلة عندما لاحظت أعراض "دور البرد" الشهيرة تعكر يومه فرد في تلقائية :" دي إنفلونزا إفريقي ..أه وربنا .. الأفارقة نقلوها للمصريين ف الحج .. فتحس إنها شديدة والعلاج ميقدرش عليها .. تفضل معاك بالأسبوعين والتلاتة .. إفريقي إفريقي يعني " ..
"تيتو" اسم انتشر كإسم حركي لعشرات الشباب بعد قيام نجم الحركة السينمائي الأول ببطولة فيلم يحمل اسم الشخصية الرئيسية به "تيتو" .. هو أيضاً الاسم الحركي لصديقي في منبت رأسي والتي أصبحت أسافر إليها أقل مما يتصل بي هذا الصديق الغالي والذي يؤكد دوماً أنه قد حصل علي لقب "تيتو" قبل تصوير الفيلم السابق ذكره بأكثر من عشر سنوات ..أول الأمر ظننت أن لصديقي في طفولته اهتمامات سياسية تاريخية بالحقبة الناصرية ودول عدم الانحياز وغيرها مما قد يجعله فخوراً ومتشبثاً بذلك اللقب –والذي يفضل مناداته به عن مناداته باسمه في الأوراق الرسمية- إلا أن السر الذي أطلعني عليه "تيتو" وأفشيه الآن ينص علي أن صورة تذكارية التقطت له ولعائلته في زفاف أحد الأقرباء أظهرته مرتدياً "بلوفر" أزرق اللون غامقه يحمل علي صدره وبحروف رمادية انجليزية كبيرة كلمة "تيتو"..
وبالعودة ل"دور البرد" أجد أن أخي الصغير .. هذا الرجل الجميل .. قد أصيب بأحدهم أثناء امتحانه بأولي المواد الدراسية لهذا الفصل الدراسي .. أؤكد أثناء –كما أكد لي- ليس قبل أو بعد .. وهذا الامتحان كان في اليوم السابق مباشرة لذكري يوم ميلاد أخي الثانية والعشرين .. وأخي .. هذا الرجل الجميل .. أحد القلائل الذين أحبهم فعلاً .. ليس لكونه أخي ولكن لاستحقاقه لذلك .. فلا معنى أن أحب أحداً لعلاقة أرغمت أنا وهو علي الدخول فيها خاصة أن كان أحد الأشخاص الذين لا يستحقون ذلك الشرف ..أو ما أحسبه أنا كذلك ..