الأحد، ٢٩ مارس ٢٠٠٩

اثبات حضور


صباح تلو صباح .. ويمر العمر متثاقلاً بحمله لتفاصيل قليلة القيمة .. سجن مشترك يجمعني بكائنات غرائبية كادت تجتمع على جنوني رغم أني لا أرى بيننا من هو ليس كذلك .. وانصهاري مع أحدهم إنما يعني أن جنونه صافح جنوني ،تصالحا لبرهة قبل خلاف مُتوقع ..

صباح هاديء .. استمرار الوصال الجميل مع البنت التي تشترك معي في الحلم من قارة أخرى ..!! والتي تعرفني من ألف عام وأعرفها عندما علمني ربي الأسماء كلها .. ككل صباح .. نفس مطاردات الأعين المرهقة .. غرباء .. نشترك جميعاً بذلك التوصيف .. غرباء عن بعضنا وعن أنفسنا ونفتعل القرب .. كم أنت بائس أيها الانسان ..؟! .. شعوري بالاشفاق – هذا الصباح- يفوق شعوري بالبغض لبني البشر ...!!

أتردد في قراري بالذهاب لحفلة JAZZ هذا المساء وأفكر أن أقضيه في الكتابة .. أتنقّل بين سجوني بحرية تامة وأترك البوح يقودني –الآن –لحيث لا أدري .. أقرأ رواية لصديق جميل وأعلم أني سأفشل في الكتابة عنها كما يحدث معي منذ فترة .. الرواية ملغمة بالحنين وقلبي يعيشها بحزن شفيف ويأمل ألا تنتهي أبدأ .. تأويل لفظة "النوم" في عنوانها يملؤني رغبة وجسدي المتأمل يرغب في استراحة أبدية علي جلد ناعم ..

استكانة مشوبة بالقلق ورغبة عارمة في تقيؤ روحي حتى الخواء الكامل .. أحب المياة كثيراً .. أشعر أن بداخلي مخلوقاً بحرياً تائهاً .. ضاجعت خلايا جلدي قطرات قطرات مياة لامستها –هذا الصباح- قبل خروجي .. !!
أسعل بعنف وتباشير صداع تداعبني بخجل .. أكتب ما أكتبه غير عالم – بالتحديد- ما أريد .. منتظراً ما لا أعلم ..

الاثنين، ٢٣ مارس ٢٠٠٩

دلع نجيب سرور


بيني وبينك سور ورا سور

وانا لا مارد ولا عصفور

في إيدي ناي

والناي مكسور

وصبحت انا في العشق "مَثل"

والبحر بيضحك ليه ......وانا نازله ادلع املا القلل

البحر غضبان ما بيضحكش

أصل الحكاية ما تضحكش

البحر جرحه ما بيدبلش

وجرحنا ولا عمره دبل

والبحر بيضحك ليه … وانا نازلة ادلع املا القلل

قللنا فخارها قناوي

بتقول حكاوي وغناوي

يا قلة الذل أنا ناوي

ما شرب ولو في المية عسل

البحر بيضحك ليه … وانا نازلة ادلع املا القلل



كان دلع "نجيب سرور" مكتملا

وصوت "منير" جعله يعبر حدود الكمال

الثلاثاء، ٣ مارس ٢٠٠٩

مقهى المثقفين



في أول الشارع الذي يرقد بوسطه المقهي الثقافي كنت واقفاً ..فرأيته قادماً من الجهة الأخري مرتدياً "جاكت" من "الشمواه" الأسود المضلّع وقميصاً أبيض وبنطلون من الجينز وحذاءاً بنياً لامعاً..تظهر سلسلة فضية من جانب رقبته ويعلو نظارته الطبية الحديثة بوادر صلع علي جانبي الرأس بينما "يتفلفل" الشعر الأسود اللامع ويستطيل أعلي "الياقة الخلفية" كما يليق بمثقف شاب..
بجسد رياضيّ وخطوات واثقة تقدم..سحب كرسياً خشبياً وجلس بجوار الصف المتراص سلفاً ..لم يلبث أن قام فخلع بنطاله بهدوء..وبمجهود خفيف أخرج قدماه من فتحتي البنطال مروراً بالفتحة الموحدة دون أن يخلع حذاءيه.. ثم أتبعه ب"البوكسر" الحامل للعلامة المميزة لتوكيل الملابس العالميّ الشهير ليتطهر بذلك نصفه الأسفل من أي عائق قد يمنع ملامسته للهواء القليل في ذلك الصباح ...
بجانبه وعلي امتداد الرصيف الملاصق لمدخل المقهي سبعة وعشرون كرسياً يحتلهم مثقفون مختلفة أعمارهم ..اجتمعوا في عدم ستر نصفهم الأسفل بأي ساتر ..أمامهم طوابير ليست طويلة لإناث بين العشرين والأربعين يتقدمن أزواجاً ويمشين بطريقة عرضية علي الصف من أوله لأخره.. قد يكتفين بالنظر إلي أحدهم ويمررن عليه مرور الكرام ..وقد يقفن أمام آخر ويبدأن في فحص السلعة..تقيس احداهن صلابة العضو.. ملمسه..مذاقه..وقد تخرج ثدييها لتستشعرمدى إحساسها وهو بينهما إن استلزم الأمر .. لتشير لصاحبتها إما بالقبول أو الرفض أو دعوتها للتجربة لشعورها بأنه قد لا يعجبها لكنه قد يعجب مرافقتها .. أذواق .. لولا اختلافها لبارت السلع ..كما يُقال ..
باعة المناديل والجرائد والعطورالمقلدة والمتسولون والمتسولات كالذباب ..ما أن تنفض إحداهن من علي أذنك حتي يقفز الآخر علي أنفك..يتداخلون ويتباعدون وفحص السلع مستمر وصاحبنا المثقف الشاب ينتظر دوره في آخر الصف ..ولسوء الحظ كلما تعبره احداهن مغادرة تكون قد حصلت علي بغيتها ..فترمقه بنظره جانبية كوعد علي انتقاؤه في مرة لاحقة قبل أن ترفع ذراعها إلي ما قبل مستوي كتفها حاملة مفتاح"السنتر لوك".. فيسبقها رفيقها للداخل..ويُكمل خلع ملابسه..