الثلاثاء، ٣ مارس ٢٠٠٩

مقهى المثقفين



في أول الشارع الذي يرقد بوسطه المقهي الثقافي كنت واقفاً ..فرأيته قادماً من الجهة الأخري مرتدياً "جاكت" من "الشمواه" الأسود المضلّع وقميصاً أبيض وبنطلون من الجينز وحذاءاً بنياً لامعاً..تظهر سلسلة فضية من جانب رقبته ويعلو نظارته الطبية الحديثة بوادر صلع علي جانبي الرأس بينما "يتفلفل" الشعر الأسود اللامع ويستطيل أعلي "الياقة الخلفية" كما يليق بمثقف شاب..
بجسد رياضيّ وخطوات واثقة تقدم..سحب كرسياً خشبياً وجلس بجوار الصف المتراص سلفاً ..لم يلبث أن قام فخلع بنطاله بهدوء..وبمجهود خفيف أخرج قدماه من فتحتي البنطال مروراً بالفتحة الموحدة دون أن يخلع حذاءيه.. ثم أتبعه ب"البوكسر" الحامل للعلامة المميزة لتوكيل الملابس العالميّ الشهير ليتطهر بذلك نصفه الأسفل من أي عائق قد يمنع ملامسته للهواء القليل في ذلك الصباح ...
بجانبه وعلي امتداد الرصيف الملاصق لمدخل المقهي سبعة وعشرون كرسياً يحتلهم مثقفون مختلفة أعمارهم ..اجتمعوا في عدم ستر نصفهم الأسفل بأي ساتر ..أمامهم طوابير ليست طويلة لإناث بين العشرين والأربعين يتقدمن أزواجاً ويمشين بطريقة عرضية علي الصف من أوله لأخره.. قد يكتفين بالنظر إلي أحدهم ويمررن عليه مرور الكرام ..وقد يقفن أمام آخر ويبدأن في فحص السلعة..تقيس احداهن صلابة العضو.. ملمسه..مذاقه..وقد تخرج ثدييها لتستشعرمدى إحساسها وهو بينهما إن استلزم الأمر .. لتشير لصاحبتها إما بالقبول أو الرفض أو دعوتها للتجربة لشعورها بأنه قد لا يعجبها لكنه قد يعجب مرافقتها .. أذواق .. لولا اختلافها لبارت السلع ..كما يُقال ..
باعة المناديل والجرائد والعطورالمقلدة والمتسولون والمتسولات كالذباب ..ما أن تنفض إحداهن من علي أذنك حتي يقفز الآخر علي أنفك..يتداخلون ويتباعدون وفحص السلع مستمر وصاحبنا المثقف الشاب ينتظر دوره في آخر الصف ..ولسوء الحظ كلما تعبره احداهن مغادرة تكون قد حصلت علي بغيتها ..فترمقه بنظره جانبية كوعد علي انتقاؤه في مرة لاحقة قبل أن ترفع ذراعها إلي ما قبل مستوي كتفها حاملة مفتاح"السنتر لوك".. فيسبقها رفيقها للداخل..ويُكمل خلع ملابسه..

هناك ٦ تعليقات:

غير معرف يقول...

"سحب كرسياً خشبياً وجلس بجوار الصف المتراص سلفاً ..لم يلبث أن قام فخلع بنطاله بهدوء..وبمجهود خفيف أخرج قدماه من فتحتي البنطال مروراً بالفتحة الموحدة دون أن يخلع حذاءيه.. ثم أتبعه ب"البوكسر" الحامل للعلامة المميزة لتوكيل الملابس العالميّ الشهير "

بهدوء .. اثارت انتباهى الكلمة
بهدوء وهو يأتى هذا الفعل
هل لانة اعتادة ؟
ام انة ليس هدوء بقدر ما هو استسلام ؟


" ليتطهر بذلك نصفه الأسفل من أي عائق قد يمنع ملامسته للهواء القليل في ذلك الصباح ..."

ليتطهر . كلمة اخرى تستحق الانبهار
يتطهر .. ونصفة الاسفل !!
وماذا عن النصف الاعلى .. لما لم يخلع ملابسة بذات الهدوء الذى خلع بة النصف الاسفل
هل لانة يحوى بالفعل العضو الاغلى ؟
القلب !!

هل لانة ولو حتى نفسيا .. سيشعر بان ان خلع النصف الاعلى سيصبح قلبة مكشوف للكل ؟

ام لانة قرر التنازل عن وجود هذا العضو .. ويخشى انه بتعرية قد تظهر هذة الحقيقة ؟


"بجانبه وعلي امتداد الرصيف الملاصق لمدخل المقهي سبعة وعشرون كرسياً يحتلهم مثقفون مختلفة أعمارهم ..اجتمعوا في عدم ستر نصفهم الأسفل بأي ساتر "


الكلمة الاخرى التى قد تبدو عادية فى سياق الحديث

مثقفون !!

لماذا المثقفون هم من اختاروا تعرية نصفهم الاسفل .. ونصفهم الاسفل فقط ؟

لماذا لم يكن التعرى كاملا ؟

هل يستحقون حقا هذا اللقب .. مثقفون.. قبلوا ان يعاملو كسلعة ؟

المعنى موجود بين السطور


" أمامهم طوابير ليست طويلة لإناث بين العشرين والأربعين يتقدمن أزواجاً ويمشين بطريقة عرضية علي الصف من أوله لأخره."

وكلمة اخرى
اناث يتقدمن ازواجا

كعادة الاناث فى التسوق .. يخرجن ازواجا
وهو تأكيد على مبدء التسوق واستعراض السلعة او البضاعة

وتم التأكيد بالفعل على ذلك فى العبارة التالية باستخدام كلمة السلعة

"قد يقفن أمام آخر ويبدأن في فحص السلعة..تقيس احداهن صلابة العضو.. ملمسه..مذاقه..وقد تخرج ثدييها لتستشعرمدى إحساسها وهو بينهما إن استلزم الأمر "

وكمبدء التسوق كما تقيس الانثى الفستان او البنطال او ايا كان السلعة التى تتسوق بحثا عنها .. تقيس .. تعاين .. تستشعر احساسها بالسلعة الجديدة .

" لتشير لصاحبتها إما بالقبول أو الرفض أو دعوتها للتجربة لشعورها بأنه قد لا يعجبها لكنه قد يعجب مرافقتها .. أذواق .. لولا اختلافها لبارت السلع ..كما يُقال .."


وكتأكيد اشد على مبدء البضاعة المعروضة .. التسوق .. معاينة السلعة

تدعو مرافقتها لتجربة السلعة .. قد تعجبها.. او ربما تشعر من تدعو صاحبتها للتجربة لعلهالم تتخذ قرارا حاسما بشأنها بعد فتحاول ان تجعل صديقتها تشتريها

من يدرى ربما تعجبها يوما ما وتستعيرها من صديقتها ؟!!

مبدء تسوق الانثى وما ادراك ما مبدء تسوق الانثى !!!!


" باعة المناديل والجرائد والعطورالمقلدة والمتسولون والمتسولات كالذباب ..ما أن تنفض إحداهن من علي أذنك حتي يقفز الآخر علي أنفك.يتداخلون ويتباعدون"

تعبير غارق فى الصواب ان صح اللفظ
استخدام الذباب عن التعبير عن مدى الحاح الباعة .. لا تشوبه شائبة
فلا احد يختلف عن مدى سماجة الذبابة التى تطردها من على اذنك لتقف على انفك
كائنات ضئيلة قد تدفع اشد الناس صبرا الى ان تفقد صبرها


" فحص السلع مستمر وصاحبنا المثقف الشاب ينتظر دوره في آخر الصف ..ولسوء الحظ كلما تعبره احداهن مغادرة تكون قد حصلت علي بغيتها "

لسوء الحظ .. لم تكتب لسوء حظه
بل لسوء الحظ

" كلما تعبره احداهن مغادرة تكون قد حصلت علي بغيتها"

سوء حظه .. ام حظها ؟!!

على من يقع سوء الحظ هنا .. واين اذن سعيد الحظ ؟!!

المثقف الذى عرض نفسة كسلعة .. فلم تختاره احداهن ؟!

ام المثقف الذى عرض نفسة واختارتة احداهن ؟!

من منهما يمكننا ان نطلق علية سعيد الحظ ؟


" فترمقه بنظره جانبية كوعد علي انتقاؤه في مرة لاحقة ""قبل أن ترفع ذراعها إلي ما قبل مستوي كتفها حاملة مفتاح"السنتر لوك".. فيسبقها رفيقها للداخل..ويُكمل خلع ملابسه."

كوعد على انتقاؤه
ولم اذن لم تنتقية الان ؟
لم تنتظر لمرة لاحقة ؟ لم لم تأخد كلاهما؟

وهل هناك مثقف يستطيع ان يصدق وعد عيون انثى فى حالة تسوق ؟!


"قبل أن ترفع ذراعها إلي ما قبل مستوي كتفها حاملة مفتاح"السنتر لوك".. فيسبقها رفيقها للداخل..ويُكمل خلع ملابسه."

يكمل خلع ملابسة فى الداخل ؟

لماذا اختار ان يتعرى كاملا فى الداخل فقط ؟
لم لم يتعرى كاملا منذ البداية ؟

هل لانه بعد ان كان سلعة معروضه فقط
اصبح سلعه منتقاه ؟
لانه ازال اخر ستار بينه وبين بقايا ادميه .. بعد ان اختير فى سوق السلع؟

هل فعل التعرى الكامل هنا فى النهاية يدل على الاستسلام الكامل لقانون السوق ؟


وثم اخيرا العنوان

مقهى المثقفين

لا تعليق !!

ســـــــمــــكة يقول...

amazing.... weird thought but it's briliant

r يقول...

هبدأ بسؤال
معنى المثقف حاليا هو الابتذال
او زى ما قالت شرين فى تعليقها( المختلف المقصد عنى طبعا ) سلعه عرض وطلب؟
معلش اما معترضه لان حتى لو القطيع كله كدا ليه نرمز للقطيع ونشرح اهدافه وننسى الواحد الواقف بينهم وممكن نقول بيفكر يتخلص من وقفته فى الصف واللى المفروض ما يفعل مثلهم لانه مختلف مش اختلاف افكار اكتر من اختلاف قيم كمان المفروض يتمسك بيها- ايمانا على الاقل--
المعنى الصراحه عجبنى بس رموزك كانت
خارجه كتير هل دا اسلوب المثقف الفاهم للتعبير عن جماعه هو منهم
انا ما اعتقد كدا
وعلى فكره انا لاحظت دا فى بعض القصص الحديثه اللى قريتها زى الفاعل بتاعه محمد عبد الجليل وهدوء القتله لطارق امام
التعبير كان بلا حياء او خارج جدا
اعتقد ان الحريه حتى فى التعبير لازم تحترم حياء القارئ لو كنت عايزه يفهم فكرتك السليمه عنها
على العموم انا قريت شويه فى باقى المواضيع واسلوبك يستحق التحيه والوقوف على افكارها كتير
يا ريت ما تزعل بس اريد اجابات تفهمنى

horas يقول...

shreen:
تحليل جميل
لمعني من ضمن المعاني التى قصدتها لهذا النص
أشكرك
وأشكرك أكثر على العنوان الاجمل الذي أوحيتي إليّ به للنص..!!

horas يقول...

سمكة:
كلام كبير أوى عليا

ميرسي

horas يقول...

بسنت:
في البدء مرحبا
ثم أما بعد
سأرد علي هذا المعنى وحده لأنك اخترتيه من ضمن المعانى التى قد يتحملها ذلك النص.!!
قصدت أن أركز على هذه الشريحة لأن البعض يتصور ان المثقفين فئة واعية ومفكرة ومتقبلة للآخر وهذا ما وجدت عكسه بمعظمهم بعد الاحتكاك..
وبالنسبة للأسلوب ال"خارج" كما تسمينه ..فهي وجهات نظر .. أرى أنا أنه طالما يحدث بالواقع فالادب يعبر عن كل .. كل ما يحدث ..
أحترم وجهة نظرك جدا
واشكلاك على تعليقك الاكثر من جميل
ونهاية
أهلا بكِ..