الخميس، ١٦ أغسطس ٢٠٠٧

حال


منذ فترة طويلة لم أكتب قصة قصيرة..لا أعرف لماذا..لكن يبدو أن النبع الملعون ثابت-على الاقل عندى-وأغرف منه بالطريقة التى أريدها إما أخرج مما فيه بدلاء الشعرأو أمرر مخزونه عبر مواسير المقال أو حتى عن طريق صنبور الرواية،الأفكار موجودة وغزيرة وقد تكون غزارتها هى السبب في جعل يدي عاجزتان عن تشكيل صلصالها في قالب القصة ولكنه سبب غير مقبول ففي الفترة الماضيه كتبت عشرات القصائد وعدة مقالات ونواة لروايتى الأولى..إذن ما السبب؟؟ ..لا اعلم..أتصور أن القصة القصيرة الجيدة هى أصعب فنون الكتابة علي الإطلاق،سأحاول أن أصفي ذهنى وأختار فكرة لأكتب عنها....سأكتب عن هذا الرجل العجوز بجلبابه البنى محترق الأطراف وعمامته البيضاء الناصعة و"شبشبه"الذى ذاب من كثرة الاستخدام،هذا الرجل الذي يحمل جوالا قد يعادل وزنه أو يزيد ويجعل أحد كتفيه مستجيباً للجاذبية الأرضية أكثر من الكتف الآخر،يقبض بيده على رزمتين من ورق "الفلوسكاب" ويعرض بضاعته على المارة والبقالات والمكتبات فلا يشتري منه أحد،يحمل وجهه تناقضاً غريباً من ابتسامة بلا معنى وتقطيبة أزلية للحاجبين علي خلفية من وجه أسمر تأثير الشمس عليه أقوى من تأثير الجينات..لا..لن أكتب عن هذا الرجل..سأكتب عن ذلك الشاب الذى يقود دراجته البخاريه برعونة مرتدياً نظارة شمسية رخيصة و"شورت جينز" أسود يُظهر ركبتيه..لمح الشاب فتاه حجابها يكشف أكثر مما يستر تسير أمامه..إقترب منها بدراجته ودون أن يبطيء أو أن تلتفت إليه مال بنصف جسده الأعلي من خلفها حتى كاد أن يلامس رأسها ثم فتح بوق فمه علي اتساعه في أذنها"إوعى يغُرك جسمك" كادت أن تقع من فرط الصدمة ولكن ضحكته هى التى وقعت على أذنى كفحيح ثعبان جبلي..لا..لن أكتب عن هذا الشاب سأكتب عما رأيته صباح اليوم وأنا سائر على الكوبرى أندب حظى كعادتى في جو لا تقل حرارته ان لم تكن تزيد عن جهنم بحال من الاحوال..رأيت طفلا نائماً..لم يتجاوز العاشرة من العمر..يتوسد الرصيف ويرتدى ما هو أقرب للقاذورات من الملابس ويلتحف بالشمس الحارقة وينام..ينام فعلا..و يشخر..وقد يكون أيضاً..يحلم.

هناك ٢٢ تعليقًا:

Doaa Ebrahim Aaql يقول...

إنت صح اوى فى إن غزارة الأفكار
بتبقى سبب فى إن الإنسان مش عارف يكتب
وإنك تُفرغ مخزون الإبداع فى صور مختلفة
وصح كمان فى إن القصة القصيره اصعب
فنون الكتابه

جميل اوى البوست ده

ضحكتنى اوى القصة الأولى اللى قررت تكتب عنها وتراجعت
وقصة الشاب اللى راكب دراجه
وضحكت اوى من جملة إوعى يغرك جسمك

لذيذ اوى إنك تجمع بين اللغة العربيه والعامية
بتبقى حاجه بتشد اللى بيقرا
بعتبرها انا مُحسّنات بديعية

وبعد ما ضحكت اتوجعت اوى من قصة الطفل اللى نايم عند الكوبرى

بس فى النهاية أحلى حاجه
اعتقادك بإنه ممكن يكون بيحلم


إنت جميل اووووى
وأنا طولت عليك اووووى

سلامى ليك:)

Doaa Ebrahim Aaql يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
horas يقول...

انتى تطولة براحتك
المدونة كلها تحت امرك
يا احلى صديقة فى الدنيا

O S A M A يقول...

انت ابدعت

شدتنا حلو اوى

وجمعت تلت قصص في قصه واحده

قصتك اللى بتدور فيها عن سبب بعدك عن كتابه القصه القصيره

والتلت قصص اللى جواها

بجد ابدعت خيالك كان حلوووو اووووى ياحوورس في البوست دا

وان معاك في ان القصه القصيره من اصعب الكتابات واجملها

سلامى لك

mirage يقول...

ممممم
متهيألي حالتك ديه هي الي تستحق الكتابة عنها ولا إيه؟؟
بوست رائع كالعادة;)

غير معرف يقول...

الى الامام ياولا وكرهت اوى الواد بتاع الموتسيكل ماضحكتش زى البعض وحسيت انى عايز هشوف تعبيرات وشها ماوريتهانيش ليه.جامده

horas يقول...

رأيك بيسعدنى فعلا
لأنك مبدع من طراز رفيع
الف شكر

horas يقول...

الرأى اللى فات لأسامه معلش نسيت اكتب صباح البتنجان

horas يقول...

mirage:
فعلا حالتى تستحق الكتابه
بس لو اللى هيكتب عنها
مبدعة كبيرة زيك
هكون سعيد جدا

horas يقول...

يا جمال باشا
انت على طول منورنى والله

نهى جمال يقول...

بوست فيه لمسة إنسانية جدا

ياحورس

وعجبني لأني حسيت إن ده بيبقى إحساسنا واحنا بنتمشى في الشارع ويكون عندنا فضول لتتبع حكايا الناس وخاصةً الفقراء أو المشردين

مش فضول لكن لنكشفنا قدام نفسنا

الناس ديه بحس إن احنا بنفتكرهم لحظات التأمل بس
حالة بكره نفسي عليها فعلا

لكن دايما بيبقى لحظات السفر هيا اللحظة اللي بخرج فيها بعض الوقت من عالمي واحاول اتخيل الناس ديه امنياتها وعيشتها ممكن تبقى ازاي

طبعا مش هنحس بيها بس بتبقى أحيانا تأنيب ضمير ان احنا محاولناش نساعدهم

مش عارفه الرغي ده ايه لازمته وإذا كان ليه علاقة بالموضوع ولا لأ

بس ده إحساسي بعد قراءة البوست

" وقد يكون أيضاً..يحلم "

أكيد هيحلم بس الحلم اللي موجود في ايدينا ومش مقدرين قيمته كنعمة منحت لنا

زي البيت
الأهل
الآمان
الستر
و
و
و
كتير

تحياتي ليك بجد

horas يقول...

متعرفيش انا سعيد ازاى برأيك
وبزيارتك
وبتعليقك
يا صديقة

hamdool يقول...

KEEP DREEMING ..

بإنتظار المزيد

horas يقول...

hamdool:
شكرا على الزيارة
وعلى التعليق الرقيق

فى القلب يقول...

جيفارا العظيم
على غزاره فكرك و أدعاأك أن لا تستيطيع الكتابه
فأسمحلى أن أبلغك
أنك كتبت لنا ثلاثه قصص قصيره غايه فى الروعه و الأبداع
أستمتعت بهم للغايه
شكرا لك يا صديق
وأريد أن أقول كلمه على البوست الماضى
الذى لم أستطع التعليق فى حينه لدواعى السفر
لا لا لا
لن يستطيع احد فى الدنيا رعايه أخيك وأختك غيرك
ولن نبلغ حبيباتك كم تحبهم
أبلغهم أنت أسعدهم قبل الرحيل
ولا لن ندفنك فى حضن أمراه طازجه الرحيل
أدفن نفسك أنت فى حضنها ساعدها على الرجوع من رحيلها أستمع أليها فهى تحتاج أليك وألى حضنك
كل حرفى السابقه كتبتها لانى أعتذ بك يا صديق

غير معرف يقول...

جميل جدا جدا موضوع حال يا حورس
شديتني جدا جدا لمعرفة حكاية بطل القصة الاولىوأغضبتني من بطل القصة الثانية وأبكيتني من أجل بطل القصة الثالث فعلا أنت كاتب موهوب وتدعي عكس ذلك
ولا بتحاول تغزي العين عنك

horas يقول...

في القلب:
لا تتخيل ماذا فعله ردك
في معنوياتى
اشكرك بعمق

horas يقول...

لوجين:
من اكثر الردود التى اسعدتنى بحق
وانا لست موهوبا
انا غلبااااااااااااااان

Fatma El-Zahraa Mohamed يقول...

تللك الفراشة الزاهية الالوان اه لو اتمكن من ان ارسمها بقلمى حروفا تضىء الطريق.

مدونتك حلوة قوى و الفكرة عجبتنى جدا ، و النتقل بين القصص الثلاثة كان هايل بالتوفيق.

horas يقول...

لعب عيال:
شكرا على الزيارة
وعلى الرد الاكثر من رائع

loumi يقول...

واقع مر
قد يتغاضى عن رؤيته
اناس كثيرون
لكنه واقع
لا شك ان ذلك الطفل يحلم
وإلا لما استطاع ان يغمض عينيه
وربما كانت احلامه هى الثروة الوحيده التى يملكها
تحياتي

horas يقول...

loumi:
تعليق رائع من روح حساسة