الأحد، ٦ أبريل ٢٠٠٨

محاولة


صباح اليوم كنت هاديء النفس متوهماً أني ساهمت في جعلها – إلي حد ما- كذلك .. التزمت صومعتي وقررت أن أنشر موضوعاً جديداً هنا .. فكرت في نشر قصيدة كنت قد كتبتها لها لأرسم علي وجهها ابتسامة .. أخرجت القصيدة وعدة قصائد ونصوص أخري .. كلما أفكر في نص أخر تُخرج لي القصيدة لسانها وتصرخ في وجهي أنها الأولي بالخروج إلي النور .. النور .. النور علي كل حال أمر نسبي .. لا يرتبط عندي بالشمس التي تدور حولها الأرض أو بالمصابيح الكهربية المدلاة كمشنوقين أبرياء ولكنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بها .. يرتبط بابتسامتها الصافية .. أو بضحكتها العالية التي تُرجع رأسها للخلف وهي تضحكها .. أو بنبرة صوتها الدافئة وهي تقرأ علي مسامعي تلك الأبيات الشعرية وتتبعها بأنها تشعر-ولأول مرة- بكل معني في تلك الأبيات .. يرتبط النور في قلبي بنظرتها الرائعة عندما يجري الشجن الجبان مختبئاً أمام سعادتها التي تستكثرها علي نفسها .. عند الكلمة السابقة تماماً كنت قد قررت أن أمسح السطور السابقة وأن ألتفت لجبال المشاغل العالية و أرجىء نشر عمل جديد ليوم آخر .. ولكنها أولي أولوياتي فكيف أنشغل عنها ..؟؟ .. حتي هذه اللحظة كتبت حوالي أربعة عشر سطراً .. ليسوا –بالطبع جزءاً من نص أدبي .. وليسوا حتي موضوع يصلح للنشر .. ولكنني نشرتهم وأعلم أن تعليقاتاً قد تأتي إعجابا بإحساسهم .. وتعليقاتاً أخري قد تأتي إشادة بجمال لغتهم .. وقد لا تأتي تعليقات علي الإطلاق .. المقياس هنا ليس التعليقات أو النشر أو أي شيء .. ليس هناك مقياس من الأساس .. فلم أفكر في شيء أكثر من تفكيري في غلق تلك المدونة .. لسبب واضح للعيان .. هل لم يظهر السبب بعد ..؟؟ السبب واضح وبقوة .. هذا الكلام بالأعلى .. هل هو ما يستحق أن ينشر ..؟؟ يجيب صوت ما بداخلي .. أن الأمر ليس رهناً بجودة ما ينشر ولكنه فقط كالمذكرات الشخصية التي قررت أن أطلع عليها بعض الأصدقاء .. أحياناً أتوهم موهبة أدبية فأحيل الحروف نصوصاً وأحايين أخري لا أحدث .. للمرة الثانية أقرر مسح كل ما كتبت وأتراجع .. هل تكمن السعادة في صندوق آخر غير صندوق الرضا ..؟؟ فلينظر كل حانق لما لديه قبل أن ينظر لما ليس لديه ..؟؟ فليحسب ما يزيد فيه عن الآخرين قبل أن يحسب ما ينقصه عنهم .. فليُخرج الآخرين من حساباته و يتحصن بأسلحته ضد الزمن فهو كافي لمواجهته ولا يحتاج لأشباح وهمية نصنعها من خيالاتنا لتعكير لحظات صفاء قليلاً ما تأتي .. تلك اللحظات التي بإمكاننا أن ننفخ فيها من أرواحنا والأرواح المُحبة من حولنا فتستطيل وتمدد قدر الإمكان .. فلترفع كفك أمام عينك وتتخيل الحياة من غيرها .. فلتنظر لعينك في المرآة .. وتخيل الحياة التي تدّعي سوادها وقد استحالت سواداً حقيقياً يقعدك عن الحركة وتصبح حينها كل خطوة بحساب .. حتي الخطوة ذاتها التي تخطوها متبرماً قد تُحرم منها .. أنظر حولك .. كما أنظر حولي الآن ..وأري النور قد بدأ يخفت .. يخفت تدريجياً مع صوتها المهموم .. أعجب ممن يحصر الحياة في قشور القشور وينسي أو يتناسى أن بداخله مختصر الكون.. قرابة سبعة وثلاثون سطراً ولا أجد أن محاولتي لبث بعض نور بها كما تبث بداخلي كل النور قد باءت إلا بالفشل .. ولكني لن أيأس أبداً كما لن أغير قراري ..بنشر القصيدة ..




العالم الجديد



دعينا من اليوم نكتب التاريخ
ونصنع الحضارات الأولي..
نستحم من وهج الصيف
في ماء قبلتنا
ونهرب من قسوة الشتاء
في دفء جسدينا..
تعالي نخلق الغابات
ببذور محبتنا
ونضبط التقويم
علي صحونا ونومنا
وابتساماتنا بنفس الشفاه..
دعينى أتنفس رحيق شعرك
ولتغفى علي وسائد صدري المشتاق
لا تتركي أبداً يدي
فانسلاخ الجلد عن اللحم فراق..
لا تتوهمي بوجود غيرنا
فالعالم أنتِ عينه وأنا الجفنان
العالم أنا لسانه وحنانكِ شفتان
وكيف أمل من احتضانك
والقلب أنتِ بين الضلوع سكن؟
لا تتنهدي ..أنا هنا
معطف
وخنجر
وريشة
وأنامل الولهان..
سأخلق النهار من ضوء عينيكِ
و آشعة الشمس رمشان..
وسأترك لك الليل
تغزلينه ورأسك علي كتفي
نرصّع سماواته بامتزاجات الشفاه
والقمر عناق..
ونغلق الصفحات في عالم الأحلام
فنصحو.. لنصنع عالماً جديداً
سكانه عشاق..




من الأصوب ألا أضيف شيئاً .. كفاني نزيفاً .. ولكن إرادة الله فوق كل شيء .. نزل المطر .. نزل المطر الغزير الجميل الطاهر العفيف النظيف.. كم أحب المطر وكم أحبها .. أتذكر طوال الشتاء الماضي كم وقفت تحت المطر أدعو لها ولي ..
يا حنّان ..يا منّان
تعلم ما تتمناه فحققه لها..يارب العالمين
تعلم ما يؤلمها فابرأها منه..يا أرحم الراحمين
وتعلم أني لا أريد أكثر من ذلك ..فحققه لها يا مجيب الداعين
قولوا آمين ........

هناك ١٥ تعليقًا:

Moustafa` يقول...

آمين
ليه بس عكننت على نفسك الهادئه ف الآخر
الجميل هنا إنى كل ما أنوى ..او أروح بفكرى لحاجه .. الاقيك نفيتها ف السطر اللى بعده .. وأثبت إنك فعلا مش حاططها ف اعتباراتك ..
أظنك فاهم نفسك وكويس جدا ً
وأظننى عارفك قوى..لأنك طيف نقى
بس طيف ..علمنى دعوه جميله لما المطر ينزل بدل ما كنت .. بحتاس
فعلا .. اللى بتكتبه اى كلام
ولو بصيتله هتمسحه تانى
بس كفايه انو طالع م القلب
ده المعيار الحقيقى
صدقه..من غير زواء أدبى
خليها حروف نقيه من غير .. نصوص متحجره مبركشه
انت عاجبنى جدا ف البق صراحه اللى فوق ده ..بلاش تسميه نزيف
سميه نسيم
سلامى كتير ..للى رجعنى لمربع التعليقات بعد إنقطاع كنت أنوى مده
ربنا معاك قوى قوى

رهف يقول...

حورس
كان نفسى اكون اول المعلقين بس للأسف جيت متأخر ....
حورس النص هرجع اقرأه تانى واعلق عليه بالتفصيل بس مبدئيا اكيد تحفه
الصوره
انا حسيت بيها اوى يمكن لأنى مرت بتجربه مشابهة يمكن لأن البطله فى الصوره تذكرنى بحبيبه عمرى
فهما متشابهتان فى الرقه فى الأعياء فى الحاجه الى الأحتواء...
صدقنى لم تحتاج ولن تحتاج اكثر من الأحتواء وهو فن تتقنه بلا ريب
الصوره مناسبه جدا جدا جدا للعنوان
عللى فكره انا ممكن استعير الصوره واكتب عنها لوحدها فى بوست مستقل فلو سمحت متزعلش
تحياتى لك واستنى تعليق على النص

غير معرف يقول...

اذا كنت حاقول حاجة
عندك حق
التدوين دة اختراع عبقري
فكرته
انه مالوش فكرة
مقياسه الوحيد
انه مالوش مقاييس
كلمة " هل هذا الكلام يصلح للنشر "
تنفع في أي مكان غير هنا
ان شالله عندك تعليق واحد
وان شالله حتى انت اللي كاتبه

دة غير ان التدوين اظهر لنا فنانيين حقيقيين
من العدم

horas يقول...

s@gi:
طيف نقى مرة واحده
ياعم ربنا يكرمك
وبالنسبه لمعيار الصدق هو دا فعلا معياري الوحيد
وكلامى انا فعلا مصدقه وعشان كده
وعشان كده بس
وصلك
وصدقته
واعتبرته بق صراحة
الف شكر على الدعوات الجامده
والامنيات الجميلة
وعلى فكرة
تعليقاتك ومشاكساتك
كانت واحشانى جدا
ألف شكر

horas يقول...

رهف:
للأسف كان نفسي يبقى نص
عشان يعجبك
بس المرة دى دى مجرد خواطر حرة
بشكرك على ثقتك فيا ورؤيتك انى اتقن فن الاحتواء بلا ريب واتمنى فعلا انى اكون اهل للثقة دي
والصورة يا ستى اتفضليها
دا لو حتى انا اللى راسمها مكنتش هزعل
بالعكس يمكن كنت افرح
كل امنياتى لكي بالسعادة

وبالنسبة للتعليق انا برضه مستنيه..

horas يقول...

مصطفي السيد سمير:
كلامك كبير اوى يا فنان
كبير اوى بجد
ويارب افضل دايما كده عند حسن ظنك

مش عارف اشكرك ازاى على دوام المتابعة

غير معرف يقول...

لوجين
إمين يا رب
ربنا يحقق لكما كل ما تتمناه
كنت عاوزة أقولك تعليق ولكن هناك من سبقني فعلامش مهم هو نص ،خواطر، شعر، سجع، مذكرات المهم أنه صادق ،كلام من القلب وهيوصل للقلب وصدقني لو المقصودة بالكلام ده قراته هتحقق هدفك في بث النور لروحها المثقلة بالهموم ومش بعيد تشوف ابتسامة أو نظرة أو أي حاجة
ربنا يوفقك ويوفقها لكل الخير

غير معرف يقول...

يا حنان يا منان
اجب دعواتة

يا حنان يا منان
لا تفرق قلوبا اجتمعت على الحب

اللهم امين

malk يقول...

كنت أفكر في كلاما كثيرا أكتبه ..ولكن خانتني الكلمات...لأن كلماتك جميله ومعبره و ومشاعرك قويه جداوانا احسست بها جدا...ياريت تتقبل مروري ..

ســـــــمــــكة يقول...

أهو الحب ؟ اتلك اثار حب؟
ان كانت
فهينئا للحب فقد اخرج من جوفك روائع
نقية....حقيقية


تحياتي
ابقى زورنا

horas يقول...

shereen:
شكرا على الدعوات الجميلة
وألف شكر ع المتابعة

horas يقول...

malk:
نورتينى
وياريت تكررى الزيارة
ودايما تعجبك كلماتى

horas يقول...

سمكة:
الحب
كلمة قليلة
بل ان كل الكلام قليل
لوصف ما أمر به

أشكرك على المرور

horas يقول...

لوجين:
جميلة اوى الدعوات دى
والاجمل رأيك فى الكلام
والاكثر جمالا وجودك بين التعليقات
ألف شكر

كان التاريخية يقول...

الأخ الفاضل حورس،،،

كلمات رائعة ذكرتني بتلك العبارة التي تقول "لماذا يهتم البعض بالقشور بدلاً من جوهر الأمور". كما أن مزيج الكلمات والدعاء يخلق بؤرة تجذب القارئ لداخل المعنى ليبحث عن شئ مشابه في نفسه.

وبيعداً عن التعليق وقريباً من جيفارا كأحد المتخصصين في التاريخ أنقل لك هنا ولرواد المدونة:
ولد جيفارا في الرابع عشر من أغسطس عام 1928 بمدينة “بوينس أيريس” عاصمة الأرجنتين في عائلة متيسرة الحال.

كان مريضا بالربو..رقيق الجسد ..رقيق المشاعر..أحس بمعاناة الضعيف الفقير ..على الرغم من أنه من عائلة غنية..

كان خجولاً وجريئاً فى نفس الوقت ..كان ذو روح محبة ومحبوبة على الرغم من مظهره العابث..
كان يلتقط أحاسيس الطبيعة ومعاناة الوجوه ليبرزها فى صوره الفوتوغرافية..وكان يعزف الجيتار بأنامل حريرية ..
كان طبيباً تطوع فى الكثير من المهمات الإنسانية والمآسي التى تترك خلفها البسطاء والفقراء بعيون باكية تشكو له الظلم وعدم الفهم..
كان صائداً للفراشات ..لكنه أبداً لم يرضى عن صيد النفس البشرية وأسرها وإذلالها فى أرضها ..لم يرضى بالظلم الواقع من القوي على الضعيف لا لسبب سوى أنهم لا يستحقون الحياة لأنهم الأدنى…
لهذا..

اتخذ من العنف سلاحاً.. لأنه أمن ” أن الشعوب المسلحة فقط هي القادرة على صنع مقدراتها واستحقاق الحياة الفضلى ” برغم رقته وشاعريته وضعفه..

اختلف مع كاسترو على عدم اعتبارهما من المحررين لأنه أمن وردد دائماً “المحررون لا وجود لهم؛ فالشعوب وحدها هي التي تحرر نفسها”

اتخذ من الصدق مبدئ..مع نفسه أولا ثم مع الغير..لهذا ترك الثوار حين مارسوا الوحشية مع نفس الشعوب التى حرروها بالأمس..متناسين إنسانيتهم…غادر كوبا متنازلا عن كل مناصبه وسلطاته مفضلاً أن تبقى ذكرى أيام النضال الحر مع الرفاق فقط فى رأسه بدلاً من الكراهية لهم.

أمن أن التحرر من الظلم ليس مطلب شعب لوحده إنما مطلب كل الشعوب ..لهذا رحل إلى مناصرة قضايا أخرى .. تشيلي، وفيتنام، والجزائر ..وزائير….مردداً ” إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة تُوجّه إلى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني”..

ومات ..مقاتلاً ..مناضلاً حتى النهاية، تاركاً لنا دعوة مفتوحة تصلح لأي زمان ومكان …للنضال ضد أي ظلم …للتحرر من كل ما يقيد تفكيرنا وأفعالنا ….
للإيمان بشئ يستحق الموت من أجله.

وتحياتي وتمنياتي لك بدوام التوفيق والنجاح،،،
المؤرخ الصغير
http://qithara.blogspot.com/